الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/3/2021

سوريا في الصحافة العالمية 6/3/2021

07.03.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :الأسد يعطي بايدن أسباباً وافرة لوضع سوريا في مقدمة أولوياته
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alasd-yty-baydn-asbabaan-wafrt-lwd-swrya-fy-mqdmt-awlwyath
  • معهد واشنطن :أجندة "مجدية" جديدة لحلّ اللغز السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/ajndt-mjdyt-jdydt-lhlw-allghz-alswry
  • ستراتفور: إيران سترفض أي مطالب بالتخلي عن وكلائها الإقليميين
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/3/4/ستراتفور-إيران-سترفض-أي-مطالب-بالتخلي
  • فورين بوليسي: هؤلاء سيديرون سياسة بايدن للشرق الأوسط
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/3/6/فورين-بوليسي-تنشر-أسماء-فريق-بايدن
  • واشنطن بوست: ما الذي يدفع معارضاً سورياً أصبح صوت المعذبين في سجون الأسد للعودة إلى جلاديه في دمشق؟
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-ما-الذي-يدفع-معارضاً-سوريا/
  • فورين بوليسي: بايدن يلتزم الصمت مع أردوغان.. وتركيا تظل مهمة للإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط
https://www.alquds.co.uk/فورين-بوليسي-بايدن-يلتزم-الصمت-مع-أردو/
  • وول ستريت جورنال: بايدن ألغى الهدف العسكري الثاني في سوريا قبل دقائق من الضربة
https://www.alquds.co.uk/وول-ستريت-جورنال-بايدن-ألغى-الهدف-العس/
  • في دراسة لمركز أبحاث أمريكي: كارثة بيئية تنتظر سوريا بعد الحرب إن لم نتحرك جميعاً
https://orient-news.net/ar/news_show/188446/0/في-دراسة-لمركز-أبحاث-أمريكي-كارثة-بيئية-تنتظر-سوريا-بعد-الحرب-إن-لم-نتحرك-جميعاً
  • «فورين بوليسي»: الصراع القادم في الشرق الأوسط لن يكون بين الدول العربية وإيران
https://sasapost.co/translation/middle-easts-next-conflicts/
 
الصحافة الروسية :
  • صحيفة روسية: ذكّروا نتنياهو بالاستعداد للتخلي عن الجولان
https://www.raialyoum.com/index.php/نيزافيسيمايا-غازيتا-ذكّروا-نتنياهو-ب/
 
الصحافة البريطانية :
  • ميدل ايست أي :"مكاسب بوتين أكبر ببقاء الوضع الراهن".. لهذه الأسباب لن يتوسط بين سوريا وإسرائيل
https://www.lebanon24.com/news/world-news/799892/مكاسب-بوتين-أكبر-ببقاء-الوضع-الراهن-لهذه-الأسباب-ل
  • الاندبندنت :من ضمنها سوريا ولبنان.. خطط بريطانية لتخفيض المساعدات عن عدة دول
https://jisrtv.com/أخبار-الجسر/الأخبار-السورية/من-ضمنها-سوريا-ولبنان-خطط-بريطانية-لتخفيض-المساعدات-عن-عدة-دول/
 
الصحافة العبرية :
  •  “يديعوت أحرونوت”: ممنوع معرفة شيء عن الصفقة بين إسرائيل وسوريا
https://npasyria.com/60037/
 
الصحافة الفرنسية :
  • صحيفة فرنسية تفجر مفاجأة.. وتكشف عن شخصية تجهزها أسماء الأسد لخلافة بشار
https://eldorar.com/node/161137
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :الأسد يعطي بايدن أسباباً وافرة لوضع سوريا في مقدمة أولوياته
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alasd-yty-baydn-asbabaan-wafrt-lwd-swrya-fy-mqdmt-awlwyath
بواسطة هارون ي. زيلين, عُلا الرفاعي
٠٣‏/٠٣‏/٢٠٢١
هارون ي. زيلين
هارون ي. زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حيث يتركز بحثه على الجماعات الجهادية العربية السنية في شمال أفريقيا وسوريا، وعلى نزعة المقاتلين الأجانب والجهادية الإكترونية عبر الإنترنت.
Oula Alrifai
عُلا الرفاعي
عُلا الرفاعي هي زميلة في "برنامج غيدولد للسياسة العربية" في معهد واشنطن.
تحليل موجز
تخلّى بشار الأسد عن مسؤوليته كحاكم شرعي لسوريا، وخذل شعبه بطرق أكثر شمولية شملت انتهاكاته لحقوق الإنسان. ويوفر إهمال النظام وجرائمه في سوريا سبباً كافياً لتغيير نهج واشنطن حتى لو لم تكن الرهانات الإقليمية والجيوسياسية المتزايدة كافية بحد ذاتها.
بينما يمعن الرئيس بايدن النظر في أفضل مقاربة لواشنطن للتعامل مع المشاكل السورية التي أربكت الإدارتين الأمريكيتين السابقتين، بإمكانه التوصل بثقة إلى استنتاج واحد على الأقل، وهو أن نظام بشار الأسد تخلى عن مسؤوليته كحاكم شرعي على كافة المستويات. وينبع جزء من هذا الاستنتاج من الملف الهائل لانتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان. وكما أكد ستيفن راب، السفير الأمريكي المتجول السابق لقضايا جرائم الحرب في عهد إدارة أوباما، مؤخراً في برنامج "60 دقيقة"، "لدينا دليل أفضل ضد الأسد وزمرته مما كان لدينا ضد ميلوسيفيتش في يوغوسلافيا ... حتى أفضل مما كان لدينا ضد النازيين في نورنبرغ". ومع ذلك، فقد خذل النظام سوريا وشعبها بطرق أكثر شمولية أيضاً، مما يضمن أن زعزعة الاستقرار، والتداعيات الإقليمية، والاستغلال من قبل خصوم الولايات المتحدة لن تنمو إلا إذا التزمت إدارة بايدن بسياسات الوضع الراهن.
فشل نظام الرعاية الصحية
أدت الخطوات العسكرية والدبلوماسية غير الإنسانية التي اتخذها الأسد وحلفاؤه الأجانب على مر السنين إلى تفاقم أزمة الرعاية الصحية في سوريا. أولاً، أدى القصف السوري والروسي المتعمد للمستشفيات والمرافق الطبية الأخرى إلى تدمير البنية التحتية اللازمة لتأمين خدمات الصحة العامة لشرائح كبيرة من السكان. ووفقاً لتقرير صادر عن "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في عام 2020، قتلت قواتهما أيضاً ما يقرب من 1000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية منذ بدء الحرب.
ونتيجة لذلك، أصبح ملايين السوريين اليوم يعتمدون على المساعدات الإنسانية الخارجية لتلبية احتياجاتهم الصحية. وهنا أيضاً، خذل النظام شعبه، لأن أي نقص في المساعدات يسبب الآن تحدياً صحياً كبيراً. وفي إحاطة من قبل الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير 2021، أشار المسؤولون إلى أنه من بين 13 مليون سوري الذين هم بحاجة إلى مثل هذه المساعدات، وصلت الجهود الإنسانية التي تنسقها الأمم المتحدة إلى 7.6 مليون شخص فقط. ويقع معظم اللوم في هذا النقص على عاتق الأسد وموسكو، اللتين منعتا وصول الأمم المتحدة بشكل أكبر عبر المعابر الحدودية التي لا تقع حتى تحت سيطرة النظام.
كما أدى سوء تعامل الأسد مع جائحة كورونا ("كوفيد-19") إلى تفاقم الأزمة الصحية عموماً. فحتى 2 آذار/مارس، ادّعى النظام أن عدد الإصابات في سوريا اقتصر على 15696 حالة بينما بلغ عدد الوفيات 1039 حالة. ومع ذلك، فإن هذه التقديرات هي أقل من الواقع - فوفقاً لتقرير صادر من قبل "سوريا على طول" في 14 كانون الثاني/يناير، تضْمن حملة قمع المعلومات وتحديات الاختبار الإبلاغ عن 1.5 بالمائة فقط من الوفيات. وليس لدى الحكومة خطط لتطعيم أكثر من 20 في المائة من سكان البلاد هذا العام، وليس هناك شك بأن هذه الإمدادات المحدودة ستقتصر على الدائرة المقربة من الأسد والقاعدة الأساسية للعلويين.
اقتصاد متعثّر
ألقى بعض المراقبين باللوم على العقوبات الأجنبية في المشاكل الاقتصادية لسوريا، وتشكل هذه الرواية جزءاً أساسياً من حملة الدعاية التي يمارسها النظام. لكن الأسد نفسه اعترف في 4 تشرين الثاني/نوفمبر أنه "عندما أُغلقت المصارف في لبنان، دفعنا الثمن. هذا هو جوهر المشكلة". وتسلط مثل هذه التصريحات الضوء على الدرجة الخطرة التي يتداخل فيها الاقتصاد السوري مع الاقتصاد والنظام المصرفي في لبنان، مما يضمن فعلياً أن أي عدم استقرار مالي عبر الحدود سيؤثر على الوضع في سوريا.
علاوة على ذلك، ونتيجة للوباء، وجد تقرير للأمم المتحدة أن 45 في المائة من العائلات السورية فقدت مصدر دخل واحد على الأقل اعتباراً من كانون الأول/ديسمبر 2020، مما زاد الوضع سوءاً. ولا يزال الفقر والبطالة مرتفعين للغاية، حيث أفاد "الصليب الأحمر" أن 80 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر الدولي البالغ 1.90 دولاراً في اليوم اعتباراً من حزيران/يونيو 2020.
ويشكل التضخم مشكلة كبيرة أيضاً. فمع ارتفاع سعر الصرف من 47 ليرة سورية للدولار الأمريكي قبل الحرب إلى 3590 ليرة في الشهر الماضي، بلغ معدل التضخم حوالي 200 في المائة خلال العام الماضي، مما يجعل السلع الأساسية باهظة الثمن بالنسبة للمواطن العادي.
تدهور بيئي
إن أوجه القصور التي يعاني منها النظام من حيث السيطرة المركزية وقدرات الدولة جعلت من الصعب مواجهة التحديات البيئية المحلية. وقد بدأ بعض تلك الإخفاقات خلال حكم حافظ الأسد، والد بشار، مثل العرض السيئ التخطيط للاكتفاء الذاتي الغذائي الذي بدأ في الثمانينيات لكن انتهى به الأمر إلى اندلاع أزمة في قطاع القمح، وتسبب في تدهور بيئي كبير، وساهم في الاضطرابات التي تطورت إلى انتفاضة 2011. ومع ذلك، تقع التحديات الأكثر حداثة بالكامل على عاتق نظام بشار، الذي أثبت أنه غير قادر على مواجهتها أو غير راغب في ذلك - وفي بعض الحالات تسبب عمداً في تفاقمها.
إن القائمة طويلة ومتنامية. ففي العام الماضي، ألقى تقرير صادر عن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" باللوم على تغير المناخ في اشتداد حرائق الغابات في سوريا، التي أدت إلى إدخال ثمانين شخصاً إلى المستشفيات ونزوح الآلاف في شهر تشرين الأول/أكتوبر وحده. وفي تركيا، أصابت موجات الجفاف المتكررة والشديدة القطاع الزراعي وزادت من مخاطر مشاريع بناء السدود الجديدة فيها - خاصةً منذ أن تجاوزت خزانات المياه الجوفية السورية أعماقها القصوى ووصلت إلى نقطة الانهيار حتى قبل عقد من الزمن، وفقاً لتقرير ما قبل الحرب من قبل "مركز ويلسون". كما فقدت البلاد أيضاً ما يقرب من 20 في المائة من الغطاء الحرجي المستنفد بالفعل منذ عام 2000. ووفقاً لموقع "سوريا على طول"، يعود ذلك جزئياً إلى زيادة قَطْع الأشجار غير القانوني في إدلب واللاذقية وحلب، وهو اتجاه ظهر بعد أن قطع النظام الكهرباء كعقاب جماعي على المناطق التي انتفضت على حكمه. وفي سهوب البادية الوسطى / المنطقة الصحراوية، أدّى الرعي الجائر والجفاف إلى تدمير النباتات الصغيرة التي تمنع التآكل وتغذي الماشية.
تهجير اللاجئين إلى أجل غير مسمى
لا يزال الأسد هو العائق الرئيسي أمام عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم من تركيا ولبنان والأردن ودول أخرى. ويخشى العديد منهم من التعرض للاعتقال أو القتل انتقاماً لعلاقتهم المزعومة بالانتفاضة، أو حتى لمجرد فرارهم من أراضي النظام في المقام الأول. علاوة على ذلك، أدّى الدمار الواسع النطاق للبنية التحتية الذي أحدثته قوات النظام والقوات الروسية، إلى جانب الاستيلاء على الممتلكات على نطاق واسع من قبل العناصر الموالية والإيرانية / بالوكالة، إلى ترك العديد من السوريين بلا منازل يعودون إليها.
تصحيح الأخطاء الأمريكية السابقة
قبل أشهر من تعيين أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية في إدارة الرئيس بايدن، قال في البرنامج التلفزيوني "فيس ذي نيشن" (Face the Nation) خلال أيار/مايو 2020 بأنه من الضروري أن يعترف هو وأعضاء آخرين في إدارة أوباما السابقة بـ "أننا فشلنا" فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية بشأن سوريا. وختم قائلاً "إنه شعور سأحمله بقية عمري. إنه شعور يراودني بقوة". وإذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة جدية بشأن التعويض عن هذه الأخطاء واستعادة المكانة العالمية للولايات المتحدة، فعليها أن تتجنب الافتراضات الاستراتيجية الخاطئة التي أوصلت إلى تلك الأخطاء.
ويشمل ذلك الفكرة القائلة أن السياسة الأمريكية المتعلقة بسوريا يمكن أن تندرج بأمان في إطار المفاوضات النووية مع إيران - وأن يتم التضحية بتلك السياسة بشكل أساسي لصالح المفاوضات. عوضاً عن ذلك، يجب على واشنطن أن تعمل وفقاً للافتراض المعاكس، وهو أن سوريا هي نقطة الارتكاز في سياسة إيران في المنطقة، وبذلك فإن اتِّباع سياسة أمريكية أكثر فاعلية وحذقاً في البلاد قد يوفر نفوذاً إضافياً ضد طهران. فبدون نظام الأسد، ستضعف السياسة الخارجية لإيران برمتها في المنطقة، لأن سوريا هي امتداد مركزي في الجسر البري بين إيران والعراق ولبنان والذي يربط بين ما يسمى بـ "محور المقاومة".
ويقيناً، أن ما ارتكبه نظام الأسد من إهمال وسوء إدارة داخل البلاد، ناهيك عن إجرامه وافتقاره إلى الشرعية، توفر جميعها أسباباً كافية ووافية بحد ذاتها لزعزعة نهج واشنطن. ومع ذلك، تشكل إعادة إحياء سياسة أمريكية جادة تجاه سوريا أمراً جوهرياً حتى من منظور السياسة الواقعية البحتة، والمنافسة بين القوى، ولو كان ذلك فقط لوقف تقدم خصوم أمريكا في طهران وموسكو.
 هارون زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن. عُلا الرفاعي هي زميلة في "برنامج غيدولد للسياسة العربية" في المعهد.
=========================
معهد واشنطن :أجندة "مجدية" جديدة لحلّ اللغز السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/ajndt-mjdyt-jdydt-lhlw-allghz-alswry
بواسطة عمار مصارع
٠٥‏/٠٣‏/٢٠٢١
عن المؤلفين
عمار مصارع
عمار المصارع هو صحفي وباحث سوري.
تحليل موجز
هناك عدة خطوات يمكن أن تتخذها إدارة بايدن لتقوية حلفائها في سوريا ودعم حل سلمي.
تعثرت السياسة الأمريكية في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية في سعيها إلى تحقيق أهدافها، أي إنهاء الوجود الإيراني في البلاد والقضاء على مخلفات تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") في المناطق الواقعة شرق الفرات والخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة. ونتيجةً لذلك، فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها ومكانتها بين المجتمعات العربية التي يشكل فيها تهديد "داعش" مصدر قلق دائم. كما أن فشل السياسات هذا يترك المناطق تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل ربع مساحة سوريا تقريبًا، غير مستقرة وغارقة في الصعوبات.
إزاء هذه التحديات المرتبطة بالسياسات، طرح تشارلز ثيبوت، في مقالة نشرها معهد واشنطن تحت عنوان "أجندة دبلوماسية قصيرة المدى للُّغز السوري"، عددًا من المقترحات المهمة التي يمكن لإدارة بايدن النظر فيها لمعالجة الأزمة السورية. وتؤكد هذه المقترحات الحاجة إلى أن تقوم الإدارة الأمريكية ببعض التعديلات البسيطة على السياسات السابقة التي أعاقت تحقيق الأهداف المعلنة للوجود الأمريكي في سوريا. وتقترح هذه المقالة عدة مبادرات إضافية تنطلق من مقترحات ثيبوت لعرض سياسة أمريكية بشأن سوريا تتمتع بفعالية أكبر وتعالج بعض التحديات الصعبة الموجودة حاليًا على الأرض.
ترتبط المسائل الراهنة التي تؤثر سلبًا على الأهداف الأمريكية في سوريا بالأعمال التقسيمية التي تمارسها "قوات سوريا الديمقراطية" وبالديناميات العرقية في المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها. فقد أظهرت "قوات سوريا الديمقراطية" بشكل واضح تفضيلها لعناصرها الكردية في مجالَي القيادة وصنع القرار. وعنى هذا التفضيل غياب أي مشاركة عملية وفعالة للعرب - الذين يشكلون نحو 85 في المائة من سكان المنطقة – في عمليات صنع القرار ورئاسة الإدارات المدنية. لذلك، فقدت عمومًا المؤسسات المدنية لدى "قوات سوريا الديمقراطية" شرعيتها بين السكان المحليين وأصبحت "واجهات هشة" لهيئة حاكمة فشلت في حماية شعوب المنطقة أو حكمها بالشكل المناسب، ويعود ذلك جزئيًا إلى هذا التهميش العرقي.
ومن أسباب هذا الفشل أيضًا عجز "قوات سوريا الديمقراطية" عن معالجة القضايا الأمنية التي ظهرت بعد الانسحاب الكبير لتنظيم "داعش". فهذه التهديدات التي بقيت بدون معالجة أدت إلى زيادة عدد الاغتيالات التي لم يتم حلها. كما أن "قوات سوريا الديمقراطية" استغلت تهديد "داعش" لاتهام الأصوات الوطنية السورية المعارضة بالتعامل مع "داعش" بدون أي دليل ملموس على ذلك، علمًا بأن هذه الممارسة تشبه للمفارقة ممارسات نظام الأسد.
في إطار معالجة هذه القضايا، ينبغي على الإدارة الأمريكية الجديدة اتخاذ تدابير عملية وفعالة في سوريا. وفي إطار تطوير ما سمّاه تشارلز ثيبوت بـ "الصبر الاستراتيجي"، يجب على الإدارة الأمريكية التركيز على القضاء على الفساد وتمكين الأنظمة الديمقراطية في سوريا.
بدايةً، يجب على الولايات المتحدة وشركائها فرض المزيد من الضغوط والعقوبات على نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين لحملهم على الامتثال للقرارات الدولية. وفي نهاية المطاف، لا بد أن تواصل الولايات المتحدة وشركاؤها التأكيد على ضرورة ألا يبقى الأسد في السلطة، والمساعدة على إحالته هو ومَن حوله إلى المحاكم الدولية بسبب ما ارتكبوه من انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب.
ويقول تشارلز ثيبوت إنه عند تشكيل حكومة سورية جديدة، لا بد من "تحديد مهلة نهائية للّجنة الدستورية" لأن "هذه اللجنة التي تقودها الأمم المتحدة لم تقدّم أي نتائج ملحوظة بعد مضي أكثر من عام على وجودها". ويجب التشديد بعد ذلك على أن صياغة الدستور هي مسألة يقررها الشعب السوري في النهاية، بما أن النظام وتركيبته لا يرضيان بالمشاركة. وتستدعي صياغة دستور جديد ظروفًا مناسبة لتشكيل "هيئة حاكمة انتقالية" على النحو المحدد في قرار الأمم المتحدة رقم 2254، من أجل استلام الدفة في صياغة الدستور. ثم تتم المصادقة على هذا الدستور من خلال انتخابات شفافة يشارك فيها السوريون في الداخل وفي دول اللجوء تحت إشراف الأمم المتحدة والقوى الفاعلة على الأراضي السورية، وأبرزها برأينا هي الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والسعودية ودول الاتحاد الأوروبي.
في ما يخص وجود الولايات المتحدة على الأرض ودعمها لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، يجدر بها اعتبار حدود المناطق التابعة لهذه الأخيرة حدودًا مؤقتة ستصبح باطلة عند انتهاء "الأزمة السورية" وفقًا للشروط المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة وأبرزها القرار 2254. من هنا، يجب على الإدارة القادمة أن تعتبر هذه المناطق جزءًا لا يتجزأ من الأراضي السورية وألا تدعم أو تشجع مطالبات الانفصال التي يرفضها السوريون.
وفي سبيل تحقيق أهداف الولايات المتحدة الأمنية، عليها التعاون مع تركيا لتجنيد خبراء عسكريين سوريين يتمتعون بسجل نظيف في مجال حقوق الإنسان وبميول قومية صافية، وذلك من أجل إنشاء هيئة مسلحة تكلَّف بطرد الميليشيات المدعومة من إيران و"داعش" من سوريا. وبغض النظر عن الخلفية العرقية أو الطائفية لأعضاء تلك الهيئة، عليهم تبنّي روح الكفاءة والقومية السورية تحت راية واحدة هي "راية الاستقلال" التي رفعها السوريون في ثورتهم ودفعوا ثمنها نهرًا من الدماء. أما الرايات الأخرى التي تسبب الحساسيات لدى السوريين فيجب إزالتها.
علاوةً على هذه الهيئة العسكرية، يجب على الولايات المتحدة أن تشجع وتساعد على تشكيل قوة أمنية محترفة وغير قمعية مكونة من عناصر الشرطة والمؤسسات الأمنية. ومن خلال ضمان السلامة العامة في المناطق المأهولة، سوف تؤمّن هذه القوة الظروف اللازمة لحصول السكان على حياة آمنة تساعدهم على العودة إلى أعمالهم السابقة. ومن الضروري أن تحترم هذه القوة حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وإلى جانب الاهتمام بمجال إنفاذ القانون، على الولايات المتحدة التشديد على ضرورة تشكيل هيئة قضائية محترفة وفعالة من قضاة ومحامين سوريين، على أن تكون هذه الهيئة مبنية على القانون السوري، وذلك بعد وقف تنفيذ القوانين التي أصدرها نظام الأسد لتبرير ممارساته الإجرامية بحق الشعب السوري وتلك التي ارتكبتها أجهزته الأمنية. وسوف تحل هذه الهيئة محل القضاء الشرعي ومحاكم الشعب والهيئات القضائية الأخرى التي تتبناها أطراف النزاع في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
فضلاً عن ذلك، يجب على الولايات المتحدة استعمال الأرباح من إنتاج النفط لتلبية احتياجات الأراضي "المحررة" من سيطرة نظام الأسد والميليشيات الإيرانية والميليشيات المدعومة من روسيا. وثمة ضرورة حاسمة لأن تدعم الإدارة الرقابة الشفافة على عائدات فائض الإنتاج لكي لا ينتهي بها المطاف بين أيدي ما تبقى من خلايا "داعش" النائمة. وكذلك يجب على الإدارة منع "قوات سوريا الديمقراطية'' من التصرف الأموال للنظام السوري من خلال شركة القاطرجي المدرجة على قائمة وزارة الخزانة الأمريكية لداعمي الإرهاب، وقطع إمدادات الكهرباء من سد الفرات، الذي يساعد النظام السوري على التملص من التبعات المترتبة عن عقوبات قانون قيصر.
بعد ذلك، يجب استخدام الأموال من إنتاج النفط لإعادة بناء الخدمات الحيوية في تلك المناطق، على أن تركز هذه المشاريع على بناء مدارس تلتزم بمناهج مناهضة للتطرف وتوظّف مدرّسين متخصصين، بالإضافة إلى تحسين نظام الرعاية الصحية المشلول حاليًا وإصلاحه ليتمكن السوريون من إدارة انتشار وباء "كوفيد-19". وثمة خطوة جوهرية تحتاجها هذه المشاريع، وهي تفعيل إدارات الخدمة المدنية والبلديات وتوفير التمويل الكافي لها.
ومن الضروري الحرص على إسناد عقود مشاريع إعادة الإعمار لموظفين عموميين أكفاء من غير الفاسدين. وعند البحث عن موظفين أكفاء وقادرين، يجب على الولايات المتحدة والجهات الفاعلة المحلية التابعة لها التنسيق مع حكومات دول اللجوء التي تستضيف لاجئين سوريين، لكي يتمكن السوريون المقيمون في تلك الدول، لا سيما أصحاب المهارات الطبية والعلمية منهم، من العودة إلى بلادهم. وهذا يساعد على وقف التغير الديموغرافي الجاري وتسريع عملية إعادة الإعمار التي ينتظرها السوريون.
وحرصًا على غياب الفساد عن عملية تطوير الخدمات المدنية بشكل أكبر، يجب على الولايات المتحدة التشجيع على توحيد الأطراف المسؤولة عن توزيع الدعم المدني والإغاثي والعسكري، على أن يتم هذا التوحيد تحت إشراف الأمم المتحدة ووفق معاييرها، سيما وأن تقارير إعلامية عديدة تحدثت عن تهريب مواد الإغاثة وحذرت من وصول الأسلحة إلى تنظيمات مصنفة على قائمة الإرهاب.
أخيرًا، وفي إطار الجهود الإضافية لتوحيد الأطراف المعنية، يتعين على الولايات المتحدة العمل مع حليفَيها التركي والسعودي لتوفير الشروط اللازمة لإنشاء هيئة سياسية تكون بديلًا عن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المدعوم من تركيا و"الهيئة العليا للمفاوضات" المدعومة من السعودية ومجالس "الإدارة الذاتية" المدعومة من الولايات المتحدة. ومن شأن هذه الهيئة اقتراح مشروع وطني يأخذ في الحسبان الأهداف التي انطلقت الثورة السورية من أجلها، ويؤكد على وحدة الأراضي السورية ويشدد على أن سوريا هي وطن لكل السوريين بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الطائفية. وسوف يتم تأسيسها لإرساء علاقات متوازنة مع العالم وتنفيذ خطة واضحة وشجاعة حول العلاقات مع الدول المجاورة، بما فيها إسرائيل.
إن هذه الخطوات المقترحة عملية وتتطلب "الصبر الاستراتيجي" الذي اقترحه تشارلز ثيبوت. ومن الممكن التأسيس لبداية حل ينتهي باستقرار المنطقة وطرد الميليشيات الإيرانية وعودة اللاجئين الآمنة. لكن هذه المقترحات ليست نهائية، بل هي بحاجة إلى التطوير، وهذا أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار الشفاف. وإذا تم تنفيذ هذه المقترحات بالشكل الصحيح، يُفترض أن تساهم في تحقيق أهداف الولايات المتحدة المتمثلة في القضاء على عناصر "داعش" المتبقين في البلاد، وحماية آبار النفط وتوجيه أرباحها نحو مساعي إنعاش المنطقة، فضلاً عن توفير الأمن بعد أن تنجز القوات الأمريكية مهمتها.
=========================
ستراتفور: إيران سترفض أي مطالب بالتخلي عن وكلائها الإقليميين
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/3/4/ستراتفور-إيران-سترفض-أي-مطالب-بالتخلي
في تقرير تحليلي له، قال موقع "ستراتفور" (Stratfor) الأميركي، إن إيران تستخدم وكلاءها في العراق وسوريا واليمن لزيادة الضغط على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تسعى فيه لبناء نفوذها قبل استئناف المفاوضات مع واشنطن؛ لذلك سترفض أي مطالب بالتخلي عن شبكة المليشيات التابعة لها؛ مما يزيد من خطر اندلاع المزيد من العنف في مناطق الصراع مثل العراق.
كما توقع في التقرير ألا تتخلى طهران عن شبكة المليشيات القوية التي تدعمها في المنطقة، وإن أسفرت المحادثات مع واشنطن عن تخفيف العقوبات.
وأوضح أن دعم إيران للوكلاء الإقليميين يُعتبر حجر الزاوية في إستراتيجيتها للأمن القومي، والتي توفر أيضا لطهران نفوذا ضد أميركا.
وظائف هجومية ودفاعية قيّمة
وأضاف أن تجهيز شبكة المليشيات وتدريبها ودعمها سياسيا يوفر وظائف هجومية ودفاعية قيّمة لإيران، وهي -إيران- قوة عسكرية تقليدية أضعف من نظيراتها، ويرجع ذلك جزئيا إلى العقوبات الغربية التي تمنع مشتريات الدفاع.
وتعمل علاقات إيران مع المليشيات المتحالفة معها، وفق الموقع، كنوع من الانتشار الأمامي في مسارح مثل سوريا والعراق، حيث تريد إيران الحفاظ على الوصول إلى الأراضي الرئيسة. كما عززت علاقات طهران مع هذه المليشيات منذ فترة طويلة نفوذها الإقليمي من خلال رعاية علاقاتها مع الجماعات الشيعية والسنية على حد سواء.
وبصرف النظر عن هذه الوظائف الأساسية، فإن دعم المليشيات المتحالفة يخلق نقطة ضغط أمنية في الأماكن التي تتداخل فيها المصالح الأميركية والإيرانية؛ مما يوفر لطهران طريقة لإظهار القوة الإقليمية التي تفتقر إليها واشنطن، فضلا عن أنها رافعة يمكن دفعها وسحبها ضد الولايات المتحدة.
أول عمل عسكري لبايدن
وكانت الغارات الجوية، التي شنتها واشنطن ضد المليشيات العراقية المدعومة من إيران في سوريا الشهر الماضي، أول عمل عسكري لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ توليه منصبه، وهدفت إلى إرسال رسالة لإيران، بينما تقترب الحكومتان من المفاوضات المحتملة، حتى إن بايدن قال للصحفيين إن الضربات الجوية سعت لإبلاغ إيران بأنها لا تستطيع التصرف "مع الإفلات من العقاب".
لكن هذه الغارات عملت أيضا كرد مباشر على التهديد المتزايد الذي تشكله المليشيات العراقية على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، مما يؤكد أن نشاط المسرح بالوكالة هو جانب من جوانب التوترات المتعددة بين أميركا وإيران، فضلا عن الأمن الإقليمي المهم، كما يشكل قضية في حد ذاته.
متظاهرون من أنصار "كتائب حزب الله" و الحشد الشعبي، يرفعون أعلام الكتائب على ‏جدران السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء وسط بغداد‏ (ناشطون)
ويستمر الموقع في تحليله، ليقول إن إيران تفتقر إلى السيطرة الكاملة على المليشيات المتحالفة معها؛ مما يعني أن العنف في المسارح بالوكالة سيستمر بغض النظر عما يحدث في مفاوضاتها مع أميركا. فكل المليشيات المدعومة من إيران لها مصالحها الخاصة وقواعدها المحلية والأيديولوجيات التي تحفز سلوكها.
وعلى سبيل المثال، يحمل المتمردون الحوثيون في اليمن مشاعرهم المعادية لأميركا والسعودية، التي لا علاقة لها بصلاتهم بإيران. وتعمل المليشيات المتحالفة مع طهران أيضا في مناطق نزاع إقليمية مختلفة؛ مما يجعل كل مسرح يمثل تهديدا أمنيا في حد ذاته.
يمنحها سببا للإنكار
ويمنح هذا الواقع إيران قدرا معقولا من الإنكار لإبعاد نفسها عن هجمات المليشيات ضد مصالح أميركا أو شركائها، الأمر الذي يخفف من الخطر المباشر لهذه الهجمات التي تؤدي إلى تصعيد أميركي ضد إيران مباشرة.
وفي الوقت الذي تضغط فيه إيران على أميركا لعرض تخفيف العقوبات، فمن المرجح أن تدعم أقرب وكلائها الإقليميين للحفاظ على موقف عدواني ضد واشنطن. ومع ذلك، فإن هذا سيخاطر بتعميق الضغط الأميركي لمعالجة السلوك الإقليمي لإيران بالإضافة إلى برنامجها النووي.
وقال الموقع إن إيران تريد إبقاء مفاوضات تخفيف العقوبات مركزة على برنامجها النووي وليس على سلوك إيران الإقليمي، بما في ذلك نشاط المليشيات بالوكالة. ويمكن لطهران توجيه وتسريع بعض أعمال العنف بالوكالة ضد أهداف أميركية؛ لتذكير أميركا بالنفوذ الذي تتمتع به في المفاوضات، فضلا عن مقدار النفوذ الإقليمي الذي تتمتع به.
محفوفة بالمخاطر
لكن هذه إستراتيجية محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإيران؛ لأن النشاط العنيف ضد الولايات المتحدة أو شركائها في المنطقة قد يدفع واشنطن للمطالبة بتنازلات إيرانية بشأن سلوكها الإقليمي، وليس النشاط النووي فقط. ومع ذلك، سترفض إيران أي مطالب أميركية بالتخلي عن إستراتيجيتها الإقليمية بالوكالة، والتي تخدم وظائف متعددة تتجاوز مجرد منح طهران سلطة تفاوضية في مواجهة أميركا.
ويُعد دعم إيران للمليشيات في مسارح مثل أفغانستان واليمن أمرا ذا قيمة لطهران، ولكنه هامشي مقارنة بأماكن مثل سوريا، إذ يُعتبر هذا الدعم للحوثيين من أقل العلاقات الإقليمية أهمية بالنسبة لإيران، وبالتالي يمكن أن يكون عاملا في المفاوضات المستقبلية بين واشنطن وطهران؛ لكن الحوثيين سيواصلون معركتهم ضد الحكومة اليمنية وأميركا وإسرائيل والسعودية بغض النظر عن مستوى الدعم الإيراني الذي يحتفظون به.
=========================
فورين بوليسي: هؤلاء سيديرون سياسة بايدن للشرق الأوسط
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/3/6/فورين-بوليسي-تنشر-أسماء-فريق-بايدن
أورد تقرير نشره موقع "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركي أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، شرع في جلب خبراء إلى البيت الأبيض للتعامل مع التقلبات المتجددة بالشرق الأوسط، حتى في الوقت الذي تتطلع فيه إدارته إلى تحويل تركيز واشنطن الرئيس إلى الصين، وإخراج أميركا من الحروب المستمرة المكلفة التي هيمنت لعقدين على أمنها.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن 7 مسؤولين جددا انضموا إلى فريق الشرق الأوسط التابع لمجلس الأمن القومي، وسيقدمون تقاريرهم إلى بريت ماكغورك، منسق المجلس للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال التقرير إن ​​المسؤولين الجدد سيديرون السياسة الأميركية في بعض أصعب الأزمات حول العالم، لكن من المرجح أن يستمر الشرق الأوسط في الاستحواذ على اهتمام الفريق، خاصة أنه يسعى إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية الجديدة، ويحاول التوسط في السلام في اليمن الذي مزقته الحرب.
محاربون قدامى
وسينضم إلى مجلس الأمن القومي "المحاربون القدامى" في وزارة الخارجية: سام باركر مديرا لشؤون إيران، وزهرا بيل مديرة للعراق وسوريا، وماكس مارتن في لبنان والأردن، كما ينضم جوش هاريس، المسؤول في وزارة الخارجية الذي شغل منصب نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا، إلى المجلس للتعامل مع قضايا شمال أفريقيا.
وقد خدم باركر وبيل تحت قيادة ماكغورك في المدة التي قضاها مبعوثا رئاسيا خاصا للتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في عهد الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب، وهي الوظيفة التي استقال منها عام 2018 بعد أن أعلن ترامب فجأة انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
بريت ماكغورك منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط (الأناضول)
وأوضح التقرير أن باركر، الذي عمل سابقا مديرا لمجلس الأمن القومي لسوريا والعراق في عهد أوباما، وكذلك زهرا بيل، وهي موظفة خدمة خارجية محترفة، يتحدثان اللغة العربية بطلاقة وعملا في الشرق الأوسط لسنوات، إذ شغلت بيل أخيرا منصب الرئيس السياسي في إسطنبول لفريق الاستجابة للمساعدة في عملية الانتقال في سوريا، التابع للحكومة الأميركية، والذي أدار مشروعات تهدف إلى تحقيق الاستقرار داخل البلاد.
أما ماكس مارتن فقد كان مستشارا للمبعوث الأميركي السابق إلى سوريا مايكل راتني الذي عمل فريقه بشكل وثيق مع ماكغورك.
فلسطين وحل الدولتين
وبينما تأمل إدارة بايدن إعادة بناء العلاقات مع السلطة الفلسطينية وإحياء الجهود بشأن حل الدولتين في أعقاب خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، ستتولى جولي سوير المساعدة السابقة لمبعوث أوباما الخاص لمفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، منصب مدير الشؤون الإسرائيلية-الفلسطينية لمجلس الأمن القومي.
وفي الوقت نفسه ستتولى إيفينيا سيديريس ضابطة الخدمة الخارجية منصب مدير شبه الجزيرة العربية، وسيتولى ك. إيفانز منصب المدير الجديد لمجلس الأمن القومي للشؤون السياسية والعسكرية في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن كلا المسؤولين يمكنه أن يضطلع بأدوار مهمة وراء الكواليس في الجهود الأميركية التي يقودها المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ للتوسط في محادثات السلام في اليمن بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين المدعومين من إيران.
وخدم جوش هاريس وسيديريس في أدوار رئيسة بشمال أفريقيا في وزارة الخارجية أثناء إدارة ترامب، عندما انقلبت مبادرات السياسة الأميركية في المنطقة في بعض الأحيان بسبب تغريدات مفاجئة من ترامب، إذ عمل هاريس كأكبر دبلوماسي لليبيا قبل أن يختار ترامب ريتشارد نورلاند سفيرا للبلاد عام 2019.
كما سُمّيت آني روهرهوف في مجلس الأمن القومي مديرة لمكافحة الإرهاب.
المصدر : فورين بوليسي
=========================
واشنطن بوست: ما الذي يدفع معارضاً سورياً أصبح صوت المعذبين في سجون الأسد للعودة إلى جلاديه في دمشق؟
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-ما-الذي-يدفع-معارضاً-سوريا/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: خصصت صحيفة “واشنطن بوست” محورا لمناقشة اختفاء مازن الحمادة، الناجي من “مسالخ” بشار الأسد وعودته إلى سوريا رغم تحذير شقيقته له بعدم العودة. وكان آخر تواصل بينهما هو طلبه منها “ادعيلنا” وأن “ما بصير إلا اللي كاتبه الله”.
وفي التقرير الطويل تقول ليز سلاي، إن مازن حمادة تحول بوجهه النحيل ودموعه إلى صورة عن معاناة السجناء في سجون نظام بشار الأسد.
وبعد هروبه من سوريا إلى هولندا، سافر بشكل مستمر وشارك تجربته مع الجماهير في الولايات المتحدة وأوروبا، وقصّ عليهم معاناته في سجون الأسد. ثم اختفى بشكل غامض وربما انتحاري قبل عام تقريبا وعاد إلى سوريا مخاطرا بحياته وإمكانية تعرضه لوحشية الحكومة التي شجبها بقوة.
وترك حمادة عائلته وأصدقاءه يتساءلون عن سبب عودته إلى جلاديه وما يخشون أنه كابوس جديد في سجون النظام السوري. وتساءلوا إن كانت تصرفاته الغريبة دليلا على صدمات دفعته لاتخاذ قرار غير منطقي، وهل تم جره إلى سوريا من قبل الداعمين للحكومة من أجل إسكاته، حسبما يشك المقربون منه؟ أم أنه لم يعد يطيق العيش في الغرب وكان مستعدا للمخاطرة بحياته؟ أم أنه شعر بخيانة العالم له وعدم مبالاته بمأزق بلاده وفشله في وقف حمام الدم فيها؟ والإجابة على هذه الأسئلة تذهب إلى قلب المأساة في سوريا والعذاب الذي حل بها بعد ثورات الربيع العربي ومطالبات التغيير السلمية التي تم قمعها بالقوة الغاشمة.
بعد هروبه من سوريا إلى هولندا، سافر مازن حمادة بشكل مستمر وشارك تجربته مع الجماهير في الولايات المتحدة وأوروبا، وقصّ عليهم معاناته في سجون الأسد
وتظهر مقابلات مع أصدقائه ومعارفه صورة عن رجل لم يستطع التخلص من الرعب الذي عاشه. فمن الحماسة التي رافقت الثورات العربية والأمل بالتغيير والتظاهرات التي دعت لإسقاط نظام بشار الأسد الذي حكمت عائلته سوريا منذ عقود، وهو ما دفع الموظف في قطاع النفط في سوريا، البالغ من العمر 33 عاما للانضمام إلى التظاهرات.
وفي مقابلة مع سارة أفشر التي أعدت عام 2016 فيلم “المختفون السوريون” قال حمادة: “عندما ترى المظاهرات يطير قلبك من الفرح، وأقسم أن أحدا لم يصدق هذا”. ونظرا لنشاطاته كمواطن صحافي تحدث للمؤسسات الإعلامية الأجنبية، أثار حمادة انتباه السلطات السورية التي أصدرت تعليمات لملاحقة أي شخص له علاقة بالثورة، وتم اعتقال عشرات الآلاف ممن شاركوا في التظاهرات ووضعوا في المعتقلات كي يتم إطفاء نار الثورة التي اشتعلت في قلوبهم بعد سنوات من الخنوع.
واعتُقل حمادة مرتين في محافظته دير الزور قبل انتقاله عام 2012 إلى دمشق، حيث اعتقل مرة أخرى ونُقل إلى مقرات المخابرات في حي المزة حيث بدأ الكابوس. وفي كل أنحاء العالم العربي، قُمعت الثورات وسُجن الناشطون وعذبوا، وعادت أجهزة القمع للسيطرة من جديد. ولكن القمع لا يقارن بما جرى في سوريا التي مارس فيها نظام الأسد أكثر الثورات المضادة دموية في القرن الحادي والعشرين. فقد حصدت قوات الأمن التابعة للنظام بالرصاص، أرواح الآلاف من المتظاهرين، وعندما حمل المتظاهرون السلاح للدفاع عن أنفسهم، أحضر النظام الدبابات وقصف معاقل المعارضة وحاصر المدن والقرى من أجل تركيع سكانها. وعندما فشل، ألقى البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية، واستخدم السلاح الكيماوي عندما لم تنفع البراميل المتفجرة. وتوقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الجثث في 2016، حيث كان عدها الأخير هو 400 ألف شخص. وهاجر الملايين إلى الدول المجاورة، فيما ركب مليون سوري القوارب المتداعية واتجهوا عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. وكان حمادة واحدا منهم، حيث فر إلى تركيا ثم اليونان وإيطاليا وفرنسا ثم هولندا.
وبعيدا عن عدسات التلفزيون، تم سجن الآلاف وتعذيبهم في “الغولاغ” السوري. ومن بين 145 ألفاً اعتُقلوا حتى أيلول/ سبتمبر 2019، و128 ألفاً اعتقلهم النظام حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان والتي تسجل حالات الاعتقال في داخل سوريا، اختفى منهم 83 ألفاً بدون أثر، وربما ماتوا تحت التعذيب. حيث وصفت “أمنستي انترناشونال” القتل بـ”الجريمة وجرائم ضد الإنسانية” وتمت المصادقة عليها من “مستويات عليا” في الحكومة السورية.
وبعد وصوله إلى هولندا عام 2014 انخرط حمادة بشكل كامل في النشاط من أجل الكشف عن رعب سجون نظام الأسد، وسافر إلى الدول الأوروبية وأمريكا، وقابل المشرعين في الكونغرس وتحدث مع الجنرالات في القيادة المركزية الأمريكية بفلوريدا، والطلاب في جامعة برينستون، والمحققين في مجال انتهاكات حقوق الإنسان وعدد من الصحافيين. ووصف كيف شُبح من معصميه، وكيف تكسرت أضلاعه بسبب قفز الحراس على جسده، وكيف أطفأ المحققون سجائرهم في جسده، واهتز بسبب الصعقات الكهربائية. وعندما وصل إلى الجزء الذي تم فيه وضع عضوه الذكري في كلّاب واغتصب أكثر من مرة بإدخال قضيب حديدي في فتحة الشرج كان يجهش بالبكاء ويُبكي معه الحاضرين.
وعند هذه اللحظة استسلم كما أخبر صحيفة “واشنطن بوست” في 2017، وقال: “عندما بدأوا بشد البرغي اعترفت بكل شيء طلبوا مني الاعتراف به”.
وصف حمادة كيف شُبح من معصميه، وكيف تكسرت أضلاعه بسبب قفز الحراس على جسده، وكيف أطفأ المحققون سجائرهم في جسده، واهتز بسبب الصعقات الكهربائية، ثم تعرض للاغتصاب
وكان حمادة مصمما على محاسبة النظام السوري على ما فعله به وبغيره ممن ماتوا في أقبية السجون. وقال في الفيلم: “لن أرتاح حتى آخذهم إلى المحكمة. وحتى لو كلفني ذلك حياتي فسألاحقهم وأقدمهم للعدالة مهما كان الأمر”. وأدهش بكاؤه الدائم من عرفوه مثل عمر أبو ليلى الذي يعيش في ألمانيا وتواصل معه عبر منصات التواصل الاجتماعي وشاركا معا في مؤتمر عام 2018، وقال: “أتذكره وهو يبكي على المسرح، وبكى في فترة استراحة القهوة. والشيء الوحيد الذي تلاحظه على مازن هو بكاؤه، فهو يتكلم وعيناه مغرورقتان بالدموع، يتحدث والدموع تتدفق مثل نهر”.
وأخفت الدموع خلفها حالة من عدم الاستقرار العقلي التي كان يعانيها حمادة. فبعيدا عن الناس، كان يعيش في شقة بدون فرش كثير وفّرتها له السلطات الهولندية. وبدأ بدراسة اللغة، ولكنه واجه صعوبات في تعلمها، ولاحظ أصدقاؤه أنه يدخن كثيرا المارجوانا المسموح بها في هولندا لكنها باهظة الثمن. غير أن أصدقاءه حققوا حياة أفضل، فكرم الحمد من دير الزور والذي عانى مثل حمادة، وصل إلى ألمانيا وافتتح تجارة ناجحة وتزوج وسيبدأ هذا الصيف الدراسة بمنحة في جامعة ييل. وقال كرم إنه لم يستطع التغلب على صدمته بدون العلاج النفسي والحبوب المضادة للاكتئاب ومساعدة الأهل والأصدقاء.
وتلقى حمادة علاجا نفسيا في هولندا، لكنه اشتكى لكرم من أن المعالجين النفسيين في الغرب لا يفهمون ما مرّ به السوريون من معاناة. ومع مرور ستة أعوام على خروجه من السجن، لم يكن حمادة قادرا على التخلص من عقدة الناجين التي يعاني منها. وفي آخر لقاء بينهما في برلين، كان حمادة “عصبيا” وظل يتحدث عن السجناء الذين تركهم في السجون وضرورة عمل شيء ما لمساعدتهم، و”كان حزينا وضعيفا من الطريقة التي تحدث فيها وبدا واضحا أن هذا الرجل ضائع” و”تساءلت متى سيقتل هذا الرجل نفسه؟ وشعرت أنه على حافة الانتحار”.
والتقى عمر الشغري، الذي قضى سنوات في سجون الأسد وعُذب قبل هروبه إلى السويد مع حمادة أثناء زيارة قاما بها إلى الولايات المتحدة. ونجح الشغري بالوصول إلى أوروبا عام 2015 وهو في سن العشرين. وتعلم ثلاث لغات، وسيبدأ نهاية العام بالدراسة في جامعة جورج تاون. ويقول الشغري إنه وجد دافعا لبداية حياة جديدة، أما حمادة فيبدو أنه غير قادر على التحرك للأمام. يقول الشغري: “استخدمت صدمتي كقوة دافعة، أما مازن فاستخدمها ليصبح أكثر كآبة”. و”بالنسبة لمازن أصبح كل شيء أسوأ. كان معزولا ووحيدا، عزل نفسه وشعر أن أحدا لا يهتم به”.
ومع تقدم قوات الأسد وسيطرتها على مساحات واسعة من البلاد، بدأ حمادة بالشكوى لأصدقائه أن رواية ما جرى له إلى الغرب كان مضيعة للوقت. ولم تترجم دموعه أمام الحاضرين إلى جهود لتحقيق العدالة للمظلومين. وشعر بالضغط والاستغلال حتى من المنظمات التي دعته للمشاركة في مناسباتها. وبدأ بالشكوى من تقدم الأكراد في سوريا الذين تدعمهم القوات الأمريكية إلى محافظة دير الزور.
وفي شريط فيديو وضعه على صفحته في فيسبوك عام 2017، هاجم السلطات الهولندية لأنها أغلقت حسابه وقطعت الدعم عنه بعدما قبل رواتب متأخرة من الشركة التي عمل فيها في سوريا فيما اعتبرته السلطات خرقا للقواعد المطبقة على اللاجئين. وهاجم حمادة الغرب وأمريكا لإرسالها مقاتلات لضرب المناطق الخاضعة لتنظيم “الدولة”، قائلا: “أريد العودة إلى بلدي، يكفي. حتى لو كانت تعني العودة إلى مناطق النظام، أحسن من العيش هنا.. لا أريد الاندماج… من الأشرف لي أن أموت في بلدي”.
 يقول ستيفن راب، الذي عمل سفيرا متجولا في إدارة باراك أوباما من أجل العدالة الجنائية الدولية، إنه التقى مع حمادة ووجد قصته مقنعة وشهق من البكاء لأنها مثيرة. وتم جمع عشرات الآلاف من الوثائق والأدلة، منها 55 ألف صورة لسجناء ماتوا بسبب التعذيب والتجويع هرّبها “قيصر”. وأكثر من 600 ألف وثيقة فيها تفاصيل عن نظام التعذيب في سوريا، منها أمر بالقبض على حمادة في 2012 كما يقول راب.
مع تقدم قوات الأسد وسيطرتها على مساحات واسعة من البلاد، بدأ حمادة بالشكوى لأصدقائه أن رواية ما جرى له إلى الغرب كان مضيعة للوقت
وقال إن هناك أدلة صلبة ومدعّمة تؤكد جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري، ولكنك لا ترى تحركا من العالم لإرساله نحو المحكمة رغم الرعب الذي حدث، مضيفا: “من الصعب عدم الشعور بالإحباط في كل يوم”. وكانت إدانة ألمانيا الأسبوع الماضي لمسؤولين في النظام السوري دليلا على تحرك في هذا المجال، لكن من المستبعد تقديم مسؤولين بارزين حتى لو تمت محاسبتهم كما يقول جيفري فيلتمان، مبعوث إدارة دونالد ترامب السابق إلى سوريا. وقال: “يستحق الأسد أن يجُرّ أمام المحكمة في هيغ أو الجنائية الدولية. هل سيحدث هذا؟ لا لن يحدث”، وذلك لأن روسيا حليفة الأسد ستعطل أي تحرك في مجلس الأمن.
وفي الشهر الأخير من عام 2019، وصلت متاعب حمادة المالية ذروتها، ولم يكن قادرا على دفع أجرة شقته، حيث أُخرج منها، واضطر للعيش مع أخته وزوجها اللذين يعيشان في هولندا، مما زاد من مرارته ودفعه للعودة كما يرى صهره عامر العبيد. وقال: “شعر بالخيانة وكان في حالة نفسية سيئة”. وأصبح صداميا ويفتعل المشاكل مع كل من يلتقيه، و”كان يقول: أرى النظام أفضل من أمثالكم” في إشارة للمعارضة، و”وصل إلى نقطة فقد فيها الثقة بالكثير من الناس”.
وقضى حمادة أشهرا مع ابنه عمه زياد في غرب ألمانيا، وظل يحدثه عن العنف الذي تعرض له في السجن. واكتشف زياد حجم الضرر الذي تعرضت له أعضاء حمادة الخاصة، فقد اقترح أن يقدم له فتاة يقيم معها علاقة. وعندما اقترح فتح زجاجة شمبانيا للاحتفال، غضب وكشف له أنه لا يستطيع الزواج وإنجاب أطفال، وأراه ما حدث له في السجن. وقال زياد: “كل الليالي التي قضيناها كان يبكي، وكل ما كان يتحدث عنه هو التعذيب”.
في 22 شباط/ فبراير، أرسل لاجئ سوري في ألمانيا صديقا إلى مطار شونيفلد ببرلين كان مسافرا إلى دمشق مرورا ببيروت، وكان من بين المسافرين حمادة الذي عرفه من منصات التواصل الاجتماعي. وشكك في قيام ناقد شديد للنظام برحلة خطيرة كهذه، وتحدث إلى حمادة الذي راوغ في الإجابة ونفى رحلته إلى سوريا. وقال اللاجئ: “بدا كل جسده منهكا، وبدا حزينا وصحته ليست جيدة، لم يتحدث جيدا، ويمكنكم ملاحظة أنه ليس في وضع جيد”.
وشعر اللاجئ بالقلق، واتصل مع ميسون بيرقدار، الناشطة السورية المقيمة في ألمانيا منذ 27 عاما ولديها معرفة في حل المشاكل. واستطاعت الاتصال مع حمادة عند وصوله إلى بيروت. وأخبر حمادة بيرقدار في المكالمة المسجلة: “ذهبنا إلى أمريكا وأخبرناهم القصة. ذهبنا ألى ألمانيا وأخبرناهم القصة، ذهبنا إلى هولندا وفرنسا وحتى إيطاليا ولكن الناس لم يستمعوا والعالم كله لا يستمع”. واعترف أن وجهته دمشق وأنه تعب من محاولة إقناع العالم بالعمل ضد الأسد، ويريد البحث عن طرق لإنهاء الحرب.
اعترف حمادة أن وجهته دمشق، وأنه تعب من محاولة إقناع العالم بالعمل ضد الأسد، ويريد البحث عن طرق لإنهاء الحرب
وقال حمادة إنه يريد إخراج الأكراد والأمريكيين من محافظة دير الزور والعمل على إطلاق سراح السجناء السياسيين حتى لو أدى الأمر “للتضحية بنفسي ووقف حمام الدم الجاري”. وناشدته بيرقدار بعدم الذهاب إلى  دمشق لأنه سيتعرض للاعتقال والتعذيب، فردّ عليها: “نحن نموت على أية حال”. ولدى عائلته وأصدقائه قناعة أن عودته جاءت من خلال الموالين للنظام. ورغم عدم وجود أدلة، إلا أنهم يتحدثون عن “غياب” مستمر لمقابلة “أصدقاء” لم يسمّهم، وتأكيده أنه تلقى ضمانات بسلامته. وزار حمادة السفارة السورية في برلين 3 مرات قبل مغادرته، حسب إبراهيم أسود خلف الله، صديق العائلة. وأخبره أن المسؤولين أكدوا أن اسمه ليس على أي قائمة مطلوبين.
وفي تقرير قدمته شركة محاماة في لندن لأربع وكالات حقوق إنسان في الأمم المتحدة، اتهمت فيه الحكومة السورية بالتغييب القسري لحمادة. وطلب من الأمم المتحدة تحديد مكانه. ويشير إلى صفحة فيسبوك جاء فيها أن امرأة من السفارة السورية رافقت حمادة إلى مطار برلين. ولو صحّ تورط مسؤولين سوريين في اختفاء حمادة، فإنهم يواجهون تهم الاختطاف حسبما يقول توبي كادمان، من شركة كورنيكا 37 القانونية في لندن. وانتشرت شائعات حول سجن بل ووفاة حمادة، لكن لم يتم التأكد منها كما يقول معاذ مصطفى، من قوة المهام السورية الطارئة في واشنطن، التي نظمت رحلة حمادة إلى العاصمة الأمريكية. لكنه يعتقد أنه تم جرّ حمادة إلى سوريا بوعود عدم التعرض له وتم سجنه.
هل كان واعيا لما سيحدث له؟ مكالمتان معه بعد وصوله مطار دمشق تشيران إلى أنه اكتشف متأخرا المخاطر. فقد اتصل به ابن عمه زياد بعد هبوط الطائرة وكان صوته مرتجفا وأسنانه تصطك وحوله من يطلبون منه قول أشياء. وقال حمادة إن مسؤولي الهجرة أخبروه أنه سيُعتقل لو دخل البلد، وأنه يحاول البحث عن رحلة أخرى متجهة إلى السودان، ونصحه بأخذها، ورد عليه حمادة: “ادعيلي ابن عمي ادعيلي”.
=========================
فورين بوليسي: بايدن يلتزم الصمت مع أردوغان.. وتركيا تظل مهمة للإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط
https://www.alquds.co.uk/فورين-بوليسي-بايدن-يلتزم-الصمت-مع-أردو/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “فورين بوليسي” تقريرا أعده كل من روبي غريمر وكاتي ليفنغستون وجاك ديستش، قالوا فيه إن إدارة جوزيف بايدن تواصل الصمت في تعاملها مع تركيا. وقالوا إن العلاقة الأمريكية- التركية كانت متوترة في ظل دونالد ترامب ولكن مواصلة بايدن الضغط على تركيا تثير أسئلة حول العلاقة الطويلة مع الدولة العضو في الناتو.
وقال التقرير، إن بايدن قضى الشهر الأول من حكمه على الهاتف مع قادة العالم ولم يكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واحدا منهم. وكان الخط الهادئ محلاً للتقارير الصحافية في أنقرة، وربما كان هذا بسبب الخلافات مع حلفاء الناتو والتنافس في سوريا وشراء تركيا المنظومة الصاروخية الروسية إس-400.
وفي مقابلات مع عدد من المشرعين والمسؤولين والخبراء، فالصمت من جانب واشنطن هو دليل على موقف متشدد، وستظل أنقرة تحظى بالتجاهل طالما لم تغير مواقفها وبسرعة. وتقول النائبة الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر: “العلاقة فيها تحدٍ. ونحن لسنا في وضع نستطيع فيه الاعتماد على تركيا كما كنا نعتمد عليها أو نشعر بالثقة للاعتماد عليها كبقية دول الناتو”. لكن الجميع يتفقون على أن الخيارات قليلة أمام الإدارة الأمريكية لوقف انزلاق العلاقة مع تركيا إلى مستويات متدنية، في وقت يواصل فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن وبقية المسؤولين التواصل مع نظرائهم الأتراك.
الصمت من جانب واشنطن هو دليل على موقف متشدد، وستظل أنقرة تحظى بالتجاهل طالما لم تغير مواقفها بسرعة
ولا يوجد لدى بايدن خيارات غير مواصلة الضغط على أردوغان في مجال حقوق الإنسان. ويقول أيكان إردمير، عضو البرلمان السابق والزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: “هذا أدنى مستوى في العلاقات الأمريكية- التركية”. وبايدن ليس غريبا على أردوغان، فهو كنائب للرئيس السابق باراك أوباما، قام بتوجيه العلاقات مع أنقرة التي وصلت أدنى مراحلها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، والتي حمّل فيها أردوغان الولايات المتحدة المسؤولية. لكن كيف سيقوم بايدن بالتحرك في حقل ألغام العلاقات كقائد أعلى؟ هذا بمثابة امتحان لسياسته الخارجية، وكيف يستطيع إصلاح العلاقات مع تركيا ويخفف من نزعات أردوغان الديكتاتورية، بحسب وصف التقرير.
وبسبب سياسة تركيا الخارجية الحازمة، فإدارة بايدن ستواجه أزمة. وقد علق أردوغان في مخالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واشترى منه منظومة الصواريخ أس-400 بـ25 مليار دولار. وهو على تناقض مع السياسة الأمريكية في شرق المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا تزال تركيا عرضة للعقوبات بسبب شرائها منظومة الصواريخ الروسية، مع أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن العقوبات صممت حتى لا تضر بالاقتصاد التركي.
ويقول آرون ستين، مدير البحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا: “هذه هي الجولة الثانية لفريق بايدن”. و”أجد أن الناس قد تعبوا من هذا، وكل واحد يأتي ويقول إن الأمور ليست على ما يرام والكرة في ملعب أنقرة”.
وعندما طلب من السفارة التركية في واشنطن التعليق، أجابت بأن أنقرة تضع “أهمية كبرى” على العلاقة مع واشنطن وستعمل على تقوية العلاقة مع إدارة بايدن. وأضافت أن “تركيا عضو في الناتو منذ سبعة عقود، ولا تؤشر صفقة أس-400 على تغير في المسار الإستراتيجي لتركيا. وتواصل تركيا لعب دور الشريك الموثوق به والمسؤول”. و”منذ عامين تطلب تركيا عقد جماعة عمل بما في ذلك الناتو لمعالجة القلق بشأن أس-400.
 وفي الوقت الحالي، تحاول إدارة بايدن البحث عن منهج متوازن، ولكنها لا تريد أن تتغاضى عن سلوك تركيا المثير للقلق. وقال نيكولاس دانفورث، الزميل غير المقيم في المؤسسة الهلينية لأوروبا والسياسة الخارجية: “من الواضح أنهم لا يريدون تفجير العلاقة وليسوا عدوانيين ولكنهم ليسوا متساهلين أيضا”. و”يريدون التوضيح أن أي عملية تواصل جديدة ستتم بناء على الشروط الأمريكية”.
من الواضح أن الأمريكيين لا يريدون تفجير العلاقة مع تركيا وليسوا عدوانيين ولكنهم ليسوا متساهلين أيضا. ويريدون التوضيح أن أي عملية تواصل جديدة ستتم بناء على الشروط الأمريكية.
ورفعت تركيا غصن الزيتون عندما اقترح وزير الدفاع خلوصي أكار نموذجا يتم فيه شحن أس-400 للخارج كبادرة حسن نية. وهو ما يظهر وضع أردوغان المتقلقل والذي فاقمته العقوبات الأمريكية. ويواجه الاقتصاد التركي الذي تغلب العام الماضي على تداعيات كوفيد -19، من تضخم وتدهور في قيمة العملة وركود في سوق العمل. وتلقى حزب العدالة والتنمية الذي يواجه انتخابات في 2023 هزيمة في إسطنبول وعدد من المدن التركية، مما يشير لضعف أردوغان لو سمح بانتخابات حرة. ويقول سونير تشاغباتاي، الزميل في معهد واشنطن: “لو حدثت انتخابات فلن يفوز” أي أردوغان. والمشكلة أمام بايدن هي مواصلة الضغط على تركيا والحفاظ في الوقت نفسه على التحالف العسكري الطويل. وعبّر عدد من المسؤولين السابقين عن عدم ارتياحهم من ملامح إدارة بايدن بشأن تركيا، ذلك أنهم لا يزالون يتعاملون مع أنقره كحاجز مهم في الناتو ولا يرون مغازلة أردوغان لروسيا توجها دائما.
والعلاقات الدفاعية بين تركيا وأمريكا عميقة، فهي تحتفظ بالأسلحة النووية الأمريكية في قاعدة إنجرليك الجوية. وعلى بعد 40 ميلا على البحر المتوسط، أقام الناتو نظام الرادار للإنذار ومواجهة الصواريخ الباليستية القادمة من الشرق.
ولا تزال تركيا لاعبا مهما في البحر الأسود، حيث زادت التوترات منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014. ووصف مسؤول سابق تركيا بـ”العدو الطبيعي” لروسيا وحاجز مهم ضد التوسع الإيراني في الشرق الأوسط.
وتؤكد إدارة بايدن أنها تستطيع محاسبة تركيا على تراجع القيم الديمقراطية ومواصلة العلاقات مع الحليف في الناتو في الوقت نفسه.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: “لدينا مصالح مشتركة لمواجهة الإرهاب وإنهاء النزاع في سوريا وردع التأثيرات الخبيثة بالمنطقة”. و”يمكننا الالتزام بقيمنا بما في ذلك حقوق الإنسان وحكم القانون وحماية مصالحنا، مع إبقاء تركيا مصطفة مع التحالف العابر للأطلنطي وفي عدة قضايا”. وأكدت السفارة التركية أن البلد يلتزم بالمبادئ الديمقراطية و”الحقوق الأساسية وضمان الحريات بالدستور. وتواصل تركيا تطبيق الإصلاحات الديمقراطية” وأشارت إلى خطة العمل لحقوق الإنسان التي أعلن عنها قبل يومين.
لكن العلاقات بين المؤسسات التي ساهمت في استمرار التعاون بين البلدين في حالة من الوهن. وتقول غونول تول، من معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “من الناحية التقليدية لعبت المؤسسات دورا مهما في تقوية العلاقات التركية- الأمريكية” ولاحظت أن وزارة الشؤون الخارجية التركية والخارجية الأمريكية ظلتا تتعاونان حتى عندما يتصادم قادة الدولتين. وانهار الوضع في ظل إدارة ترامب الذي لم يثق بالدبلوماسيين، وترك الأمور تجري بناء على علاقات الصداقة. ووصلت حالة الإحباط مستواها عندما فقد مايك بومبيو الصبر على تركيا رغم استمرار العلاقة بين ترامب وبومبيو. وقال مسؤول سابق، إن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو كان من الصعب التعاون معه. في وقت زادت فيه الضغوط السعودية والإماراتية على أمريكا، حيث حاولتا تقديم تركيا كدولة متنمرة في المنطقة بسبب علاقاتها مع الإخوان المسلمين.
وكمثال، منع بومبيو صدور بيان من الخارجية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 احتفالا بيوم الجمهورية التركية وهو عيد وطني، وهو أمر روتيني تقوم به الوزارة، لكن بومبيو منع ذلك. ونفس الأمر ينسحب على العلاقات العسكرية، فبعد الانقلاب الفاشل واتهام أردوغان المؤسسة العسكرية بتدبيره خاصة ممن لهم علاقة مع نظراء في الولايات المتحدة والناتو، طلب عدد من الضباط الأتراك ممن يعملون في قيادة الناتو في فيرجينيا اللجوء في الولايات المتحدة بعد اتهامهم بالتورط في محاولة الانقلاب، مع تأكيدهم أن التهم غير صحيحة. وأضاف دعم أمريكا لأكراد سوريا إلى التوتر بين الدولتين. وتقول ميريف طاهر أوغلو، الخبيرة بمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن “الجيش الأمريكي كان دائما يأتي لدعم تركيا وأحد أهم المدافعين عنها عندما يتحول الكونغرس أو البيت الأبيض ضدها… لكن لم يعد هذا هو الحال”.
وجاء فرض ترامب العقوبات على تركيا بعد عام من المناقشة، ليعبّر عن تشدد في المواقف المستمرة مع الإدارة الجديدة. وقال مسؤول سابق إنه لم ير أيا من المعيّنين في الإدارة الجديدة متعاطفا مع تركيا. وعدم الثقة متبادل بين الطرفين، فطالما عبّر أردوغان عن غضبه من دعم الغرب للأكراد، وجيّش الرأي العام التركي حول مزاعم أن الولايات المتحدة هي التي تسببت بالمحاولة الإنقلابية. وأشار بعض الخبراء إلى أخطاء الأمريكية، مثل قرار سحب بطاريات باتريوت عندما زاد التوتر التركي- الروسي عام 2015 ومواصلة الدعم للجماعات الكردية في سوريا التي تعتبرها تركيا إرهابية.
يرى خبراء، أن براغماتية أردوغان تتفوق دائما على نزعته المعادية للغرب. فهو براغماتي دائما ولا خيار أمامه إلا علاقة عمل مع الولايات المتحدة
وفي خطاب ألقاه أردوغان الشهر الماضي، قال: “أي تحالف ناتو هذا؟ قضيتهم ليس دعم اللاجئين، بل غير ذلك. ولا يزالون يتعاملون مع الإرهابيين. ونحن من جانبنا نواصل الحرب ضد الإرهاب والإرهابيين، ونفتح قلوبنا طالما تصرف الأصدقاء كأصدقاء”. ورغم العلاقة المتوترة، لا يتوقع الكثير من الخبراء تدهور العلاقة بشكل أكبر. وبالنسبة للغرب، فلا تزال العلاقة كما كانت قبل 70 عاما عندما انضمت تركيا لحلف الناتو، وهي مسألة تتعلق بالجيوسياسية.
وتركيا مهمة للموقف الأمريكي في الشرق الأوسط، ولم يذهب المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون الذين ينفثون غضبهم على أنقرة بعيدا، ويسألون إن كانت تركيا تنتمي إلى حلف الناتو أم لا. وبالنسبة لأنقرة فالمسألة هي عن الأمن والاقتصاد. فتركيا بحاجة إلى روابط للسوق الأوروبية والأمريكية واستثمارات رغم التوتر في العراق، وأردوغان لا يريد التخلي عن علاقاته العميقة مع الغرب مقابل تحالف مع بكين أو موسكو.
ويرى خبراء، أن براغماتية أردوغان تتفوق دائما على نزعته المعادية للغرب. وتقول طاهر أوغلو: “أردوغان براغماتي دائما ولا خيار أمامه إلا علاقة عمل مع الولايات المتحدة”. و”تركيا ليست مستقلة من ناحية الطاقة واقتصادها ليس مزدهرا وأصبح جيشها مستقلا، ولكن صناعتها العسكرية المحلية تعتمد على الرخص الغربية”، و”هي بحاجة لعلاقات جيدة مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة”.
وأرسل اردوغان رسائل دافئة للغرب. وحتى من ضاقوا ذرعا في واشنطن بأردوغان، لا يتعاملون مع العلاقات كأمر واقع، ويرون ضرورة البحث عن طرق للعمل مع أنقرة حتى لا تقوي علاقاتها مع موسكو أو بكين.
وتقول سبانبرغر: “علينا رسم خط في الرمال، ولكن علينا التأكد من فتح طريق لتركيا كيف تعيد ضبط علاقاتها معنا ومع الناتو”. و”بالتأكيد لا نريد أن يتحول الأتراك نحو الروس إلى مدى كبير ونريد أن تقوى العلاقة” معنا ومع الغرب.
=========================
وول ستريت جورنال: بايدن ألغى الهدف العسكري الثاني في سوريا قبل دقائق من الضربة
https://www.alquds.co.uk/وول-ستريت-جورنال-بايدن-ألغى-الهدف-العس/
رائد صالحة
نيويورك- “القدس العربي”: أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بشن غارات على هدفين في سوريا، الأسبوع الماضي، ولكنه ألغى الهدف الثاني قبل 30 دقيقة من القصف، حسبما ذكرت صحيفة” وول ستريت جورنال”.
وقال العديد من المسؤولين للصحيفة إن مساعداً لبايدن حذر من وجود العديد من المدنيين في فناء الهدف الثاني، بينهم امرأة وطفل، بينما كانت كانت طائرة اف- 15 سترايك إيغل في طريقها لإسقاط القنبلة.
وكانت شبكة سي إن إن أول من كشف عن المخاوف في إدارة بايدن من وجود المدنيين في الهدف الثاني، مما أدى إلى إلغاء الضربة.
وقد أمر بايدن في 26 فبراير بضرب المليشيات المدعومة من إيران في شرق سوريا، بعد 10 أيام من المداولات حول إمكانية استخدام القوة كرئيس في الشأن السوري.
وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين بساكي، إن الرئيس يرسل رسالة لا لبس فيها بأنه سيتصرف لحماية الأمريكيين، وعندما يتم توجيه التهديدات، يكون له الحق في اتخاذ إجراء في ذلك الوقت.
وأكد مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية للصحيفة أن القصف جاء رداً على الهجمات الصاروخية، التي استهدف موظفين أمريكيين ومصالح أخرى في العراق في 15 فبراير، ولكنه لم يكن يهدف إلى تصعيد التوترات مع طهران.
وبحسب ما ورد، فقد تم تدمير 9 منشآت تماماً في الضربة بواسطة 7 قنابل دقيقة التوجيه اسقطتها مقاتلة اف- 15.
وقال مسؤولون في الإدارة إنه تم إرسال رسالة سرية إلى إيران بعد الضربة الجوية لإبلاغها بأن إدارة بايدن لا تريد رد فعل متبادل.
وفي الأيام التي أعقبت الهجوم على أربيل، نصح وزير الدفاع لويد أوستن الرئيس الأمريكي بأنه قد يستغرق وقتاً ليقرر كيفية الرد، وفقاً لمسؤول في إدارة بايدن.
واختار بايدن في النهاية الخيار الأكثر تحفظاً وهو القيام بضربات خارج الأراضي العراقية لتقليل الخسائر، وقد زعم مسؤول من وزارة الدفاع أن الضربة أسفرت عن مقتل شخص واحد ولكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أفاد بمقتل 22 مسلحاً على الأقل.
وعلى الرغم من المداولات المتأنية، إلا أن قرار بايدن أحيا معركة خاملة بشأن سلطات الحرب، حيث قال الكونغرس إنه لم يتم التشاور معه بشأن الضربات مع تساؤل عن المكان الذي رسم فيه الرئيس السلطة.
=========================
في دراسة لمركز أبحاث أمريكي: كارثة بيئية تنتظر سوريا بعد الحرب إن لم نتحرك جميعاً
https://orient-news.net/ar/news_show/188446/0/في-دراسة-لمركز-أبحاث-أمريكي-كارثة-بيئية-تنتظر-سوريا-بعد-الحرب-إن-لم-نتحرك-جميعاً
أورينت نت- ترجمة لانا الإمام
تاريخ النشر: 2021-03-05 23:30
بعد مضي ما يقارب العقد على الصراع الدائر في سوريا، بدأت الأضرار البالغة التي لحقت بالبيئة في الظهور كمأساة مدمرة أخرى، وإن لم تكن مرئية، جراء الحرب التي شنها نظام أسد على الشعب السوري. إذ تفاقم التربة والمياه الملوثة معاناة المدنيين الشديدة أصلا، وتقوّض قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وتعرض مستقبل البلاد للخطر ، في مرحلة ما بعد الحرب.
ومع أن الحرب في سوريا بعيدة كل البعد عن نهايتها، إلا أن الأضرار البيئية الجسيمة سوف تشكل تحديات لا يستهان بها لتعافي البلاد بعد انتهاء الصراع في نهاية المطاف. إذ يشدد خبراء سوريون ودوليون على الحاجة الملحة لمعالجة التبعات البيئية السلبية –وإلا فإن الخسائر والعواقب الإنسانية المترتبة على ذلك ستغدو أشد وطأة.
تقول مروة الداودي، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، التي تركز أبحاثها على السياسة البيئية والأمن البيئي في سوريا: إن "تحديد تأثير الضرر البيئي أمر مهم للغاية، إذ لا يدرك الناس على الدوام حقيقة استمرار هذا التأثير بعد مرحلة توقف النزاع المسلح".
في الواقع الفعلي، أثرت الحرب في سوريا، التي بدأت عام 2011 على شكل انتفاضة ضد حكم بشار الأسد الاستبدادي، في شتى الجوانب البيئية. ومنذ ذلك الحين، تسببت مجموعة من الدول واللاعبين المشاركين في النزاع –بما في ذلك ميليشيات الأسد، والميليشيات الطائفية الإيرانية والعراقية والأفغانية واللبنانية المرتبطة به، والميليشيات الكردية، والجماعات الإرهابية مثل (داعش)- في أضرار بيئية على مستويات متفاوتة.
إضافة إلى أن الهجمات المتكررة التي استهدفت آبار ومصافي النفط والمنشآت الصناعية، أدت إلى تلويث التربة، والماء، والهواء في سوريا. وفي غياب الإدارة البيئية جراء الصراع، كثيراً ما تطرح المخلفات الكيميائية والنفايات السامة في مياه البحيرات والأنهار، بينما تسارعت وتيرة اجتثاث الغابات والأحراج باطّراد. وبالفعل، انكمش القطاع الزراعي السوري، الذي طالما كان أحد ركائز اقتصاد البلاد قبل الحرب، بنسبة تجاوزت 40% من حيث القيمة الحقيقية. ويبدو أن صدى الإرث المسموم للحرب، الذي سيخلفه العتاد العسكري والذخائر غير المنفجرة إضافة إلى كميات هائلة من الأنقاض الخطرة، سيكون مدوياً لفترة طويلة بعد انتهاء النزاع، مع تداعيات خطيرة تهدد صحة السوريين وسبل عيشهم.
ينشأ واحد من أخطر الآثار البيئية المدمرة بوجه خاص نتيجة "عسكرة المياه وتحويلها إلى سلاح". إذ حاولت الدول واللاعبون المتورطون في الحرب السورية على حد سواء، طوال فترة الصراع، اكتساب ميزة عسكرية عبر استهداف الخزانات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، أو عبر تحويل مسار المياه أو تخزينها.
ونتيجة لهذه الأساليب، يصعب على نحو 15.5 مليون سوري، أي أكثر من 90 في المئة من السكان، الوصول إلى مصادر المياه الآمنة، وذلك وفقاً للأمم المتحدة، ما يضاعف مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية التي تنتقل عبر المياه الملوثة.
ويواجه سكان سوريا عدداً كبيراً من المخاطر الصحية البيئية الحادة والمزمنة على المدى الطويل، وذلك نتيجة مصادر المياه الملوثة، والتلوث، والمواد الكيميائية السامة. هنالك أيضا مضاعفات وعواقب أخرى ستبقى مدة طويلة، إلا أن تداعياتها على الصحة العامة ليست ملموسة بالقدر ذاته، وهي تنتج عن فقدان التنوع البيولوجي وتدهور التربة، وفقا لويم زويننبيرغ، مدير المشاريع في منظمة  "PAX" الهولندية غير الحكومية.
يقول زويننبيرغ إن التأثيرات البيئية للحرب "يمكن أيضا أن تسبب عواقب ضارة تهدد قدرة البلاد على مواجهة التغيير المناخي". على سبيل المثال، تقدر منظمة “PAX” أن نسبة تقارب 25 % من الغطاء النباتي في سوريا قد اختفى في أثناء الحرب، ودمرت معه مصارف التخلص من غاز الكربون الحاسمة الأهمية. وهذا يؤدي أيضا إلى تدمير النظم البيئية المحلية وجعلها أقل تنوعا ومرونة وقدرة على التكيف. ونتيجة لذلك كله، تصبح المجتمعات المحلية أكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، بما في ذلك تآكل التربة والجفاف والتقلبات الجوية الشديدة.
لهذا كله تداعيات خطرة على الشكل الذي ستتخذه سوريا في نهاية المطاف عقب انتهاء الحرب. إذ تعد البيئة الصحية أمرا جوهريا في دعم أولويات إعادة الإعمار والتعافي، وذلك بدءاً بتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية كالأمن الغذائي، وصولاً إلى الرعاية الصحية والتنمية الاقتصادية. كما ستكون إعادة تشييد البنية التحتية للمياه واستعادتها أمراً حيوياً للغاية نظراً لدورها الحاسم في دعم الحياة.
في هذا السياق، تقول إريكا وينثال، أستاذة السياسة البيئية في جامعة ديوك، إن "توفير المياه والخدمات الأساسية سيكون ضمن أهم الأولويات الإنسانية بعد انتهاء الحرب. وإذا ما لم يتم معالجتها، سيكون من الصعب فعلا مباشرة أعمال إعادة الإعمار". تناول بحث وينثال استهداف البنية التحتية للمياه، والصرف الصحي، والنفايات والطاقة، باعتباره سلاح حرب منتشراً بشكل متزايد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى التداعيات طويلة الأمد على حل النزاعات والتعافي. 
لم يطرح نقاش حول أهمية تأمين المياه النظيفة للاستقرار والرفاه الاجتماعي. لكن باعتبار ذلك منفعة عامة لا تدر دخلا حقيقا، "لا توجد لدى المجتمع الدولي نية للاستثمار في استعادة أنظمة المياه"، كما تشرح وينثال. وبالتالي، تميل الجهات المعنية في العديد من البلدان التي تضررت جراء النزاعات إلى الاعتماد على الصناعات الاستخراجية كالنفط والغاز والمعادن والأخشاب، لأنها أسهل في توليد العائدات. بينما لا يتم النظر إلى "مصادر سبل العيش الأخرى كالمياه، والأراضي، والقطاع الزراعي على وجه الخصوص، بالطريقة ذاتها مع أنها، في الواقع، أكثر أهمية للأمن البشري".
ولأن الصراع في سوريا حال دون وجود أية إجراءات ميدانية منهجية لقياس الأضرار البيئية، يظل من غير المعروف الحجم الكامل لهذه الأضرار، ويصبح الحصول على بيانات موثوقة تحدياً كبيراً.
يقول زويننبيرغ: "أولاً، يجب تحسين مراقبة وتقييم التأثيرات البيئية، مما يساعد في تحديد أولويات الاستجابة للأضرار البيئية وفهم نوع المساعدة المطلوبة".
وعلى الرغم من التكاليف الباهظة للضرر الذي لحق بالبيئة في سوريا، يحذر الخبراء من حقيقة أن الضرر البيئي يجب أن يزاحم مجموعة من أولويات التعافي الأخرى في سوريا من أجل جذب الاهتمام والتمويل.
وبشكل عام، هناك حاجة إلى نشر مزيد من الوعي -بين السوريين والمنظمات غير الحكومية الأجنبية والجهات المانحة للمساعدات- بما يعنيه الدمار البيئي في سوريا للبلاد الآن وللأجيال القادمة. يمكن للمانحين المساعدة، كما تقول الداودي، عبر التمويل المشروط الذي يضمن إعطاء الأولوية للبيئة بطريقة تدعم الأمن البشري.
قبل كل شيء، يتعين على المانحين الدوليين التأكد من أن الإغاثة والموارد التي يقدمونها ستعزز صمود المجتمعات المحلية السورية -وليس نظام الأسد. ونظراً لأن جذور الصراع متعلقة إلى حد بعيد بتوازن القوى المختل والموارد غير المتكافئة في المجتمع السوري، يجب أن يعالج التعافي النهائي بعد الحرب حالات عدم المساواة هذه. وإلا سيكون من الصعب تحقيق سلام طويل الأمد في سوريا.
وتضيف الداودي: "إذا لم نعالج القضايا الهيكلية، لن نصل إلى المساءلة والمحاسبة. وسيعد ذلك بمثابة وضع الضماد على حالة معقدة وإشكالية بلغت درجة الغليان، ولن يكون حلاً مستداماً بالتأكيد".
=========================
«فورين بوليسي»: الصراع القادم في الشرق الأوسط لن يكون بين الدول العربية وإيران
https://sasapost.co/translation/middle-easts-next-conflicts/
نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقالًا لفالي نصر، أستاذ دراسات الشرق الأوسط والشؤون الدولية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، استشرفَ فيه آفاق الصراع المقبل في الشرق الأوسط، وخلُص فيه إلى أن اللحظة العربية ولَّى زمانها، وأن المنافسة بين القوى غير العربية هي ما ستُشكِّل مستقبل المنطقة.
وصدَّر الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة ظلت لأكثر من عقدين من الزمان تنظر إلى سياسات الشرق الأوسط باعتبارها صراعًا بين الاعتدال والتطرف؛ العرب ضد إيران. ولكن على مدى السنوات الأربع التي قضاها دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، لم يلتفت للانقسامات المختلفة الأكثر عمقًا والمتنامية بين القوى غير العربية الثلاث في المنطقة: إيران، وإسرائيل، وتركيا.
أفول اللحظة العربية
وأوضح الكاتب أنه على مدى ربع القرن الماضي وبعد أزمة السويس في عام 1956 (العدوان الثلاثي على مصر من جانب بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل)، تضافرت جهود إيران، وإسرائيل، وتركيا، لتحقيق توازن ضد العالم العربي بمساعدة الولايات المتحدة. ولكن الدول العربية بدأت تنزلق بقوة إلى حالة من الشلل والفوضى منذ غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، ثم أحداث الربيع العربي، الأمر الذي أوجد خطوط صدع جديدة. والواقع أن المنافسة التي سوف تشكِّل ملامح الشرق الأوسط في المدة المقبلة لم تعد على الأرجح بين الدول العربية وإسرائيل أو بين السنة والشيعة، بل ستكون بين المنافسين غير العرب الثلاثة.
احتدمت التنافسات الناشئة على القوة والنفوذ بما يكفي لتعطيل نظام ما بعد الحرب العالمية الأولى، عندما تداعَتْ القوى الأوروبية إلى قصْعَة الإمبراطورية العثمانية المُفتَّتة للسيطرة على المنطقة. بيد أن العالم العربي، ورغم انقسامه، وكونه طَوْع بنان القوى الأوروبية، لم يزل القلب السياسي النابض للشرق الأوسط. وعمَّق الحكم الأوروبي الانقسامات العِرقية والطائفية ووضع الخطوط العريضة للصراعات والمعارك التي ظلت حاضرة حتى يومنا هذا. كذلك حفَّزت التجربة الاستعمارية نزعة القومية العربية، التي اجتاحت المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية ووضعت العالم العربي في قلب إستراتيجية الولايات المتحدة الخاصة بالشرق الأوسط.
لكن وبحسب ما يستدرك الكاتب، فإن كل ذلك يتغير الآن؛ فقد ولَّى زمان اللحظة العربية. والآن تمضي القوى غير العربية نحو صدارة المشهد، وأضحى العرب هم الذين يشعرون بالتهديد في وقتٍ توسِّع فيه إيران من نفوذها وتقلِّص الولايات المتحدة من التزاماتها تجاه المنطقة. وفي العام الماضي، وبعد أن عُدَّت إيران مسؤولة عن الهجمات على الناقلات والمنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، استشهدت أبوظبي بالتهديد الإيراني باعتباره سببًا لإبرام اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل.
ولكن اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات يُشكل حصنًا ضد تركيا بقدر ما هو حصن ضد إيران. وبدلًا عن وضع المنطقة على مسار جديد نحو السلام، كما زعمت إدارة ترامب، تشير تلك الصفقة إلى احتدام التنافس بين العرب، والإيرانيين، والإسرائيليين، والأتراك، وهو ما فشلت الإدارة الأمريكية السابقة في أخذه بعين الاعتبار. وفي الحقيقة قد يؤدي هذا الاتفاق إلى سباقات تسلُّح وحروب إقليمية أكبر وأخطر لا ترغب الولايات المتحدة ولا تستطيع التورط فيها. لذلك فمن الواجب على السياسة الخارجية للولايات المتحدة أن تحاول احتواء هذا التنافس الإقليمي الجديد، بدلًا عن تأجيجه.
الصعود التركي
ولفت الكاتب إلى أن سعي إيران لتصبح قوة نووية وكذلك استخدامها للعملاء والوكلاء للتأثير على العالم العربي ومهاجمة مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل بات أمرًا مألوفًا الآن. ولكن الجديد في الأمر هو بروز تركيا باعتبارها طرفًا مُزعْزِعًا للاستقرار لا يمكن التنبؤ به في مختلف أنحاء المنطقة، بحسب الكاتب. ولم تعد تركيا تحلم بمستقبل لها في الغرب (الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي)، بل إنها تتبنى الآن على نحو أكثر حزمًا ماضيها الإسلامي التليد، مُتطلعةً إلى ما وراء خطوطٍ وحدودٍ كانت مرسومة قبل قرن من الزمان. ولم يعد من الممكن رفض ادِّعائها أن النفوذ الذي كان لها في مناطق الإمبراطورية العثمانية سابقًا كان مجرد دعاية خطابية، لكن الطموح التركي الآن أصبح قوة لا يُستهان بها.
على سبيل المثال تسيطر تركيا الآن على أجزاء من سوريا، ولها نفوذ في العراق، وتقاوم النفوذ الإيراني في كل من دمشق وبغداد. وكثَّفت تركيا من العمليات العسكرية ضد الأكراد في العراق واتَّهمت إيران بإعطاء ملاذ آمن للعدو الكردي لتركيا، حزب العمال الكردستاني. كذلك أقحمت تركيا نفسها في الحرب الأهلية الليبية وتدخَّلت مؤخرًا بحسم في النزاع الدائر في القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان بشأن ناجورنو كاراباخ. كما يسعى المسؤولون في أنقرة إلى توسيع دورهم في القرن الأفريقي، وفي لبنان، في حين يشعر الحكام العرب بالقلق إزاء الدعم التركي لجماعة الإخوان المسلمين وادِّعائها أن لها كلمة في السياسة العربية.
وقد بررت كل دولة من الدول غير العربية الثلاث مثل هذه التدخلات باعتبارها ضرورية لأمنها القومي، ولكن هناك أيضًا دوافع اقتصادية، مثل وصول إيران إلى السوق العراقية أو تأمين إسرائيل وتركيا لمواقع تضمن لهما النجاح في الاستفادة من حقول الغاز الغنية في قاع البحر المتوسط.
ويتوقع الكاتب أن يصطدم التوسع التركي بالمصالح الإقليمية الإيرانية في بلاد ما بين النهرين والقوقاز بطرق تستثير ماضي تركيا الإمبراطوري، ذلك أن إلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرًا لقصيدة أسفًا على التقسيم التاريخي لأذربيجان (القصيدة للشاعر الأذري محمد إبراهيموف وتتحدث عن تقسيم الحدود الأذربيجانية بين روسيا وإيران)، التي يقع الجزء الجنوبي منها الآن داخل إيران، وذلك أثناء زيارته إلى العاصمة الأذربيجانية باكو للاحتفال بالنصر، وقد أثار ذلك ردود فعل حادَّة من زعماء إيران. ولم تكن تلك زلة لسان عابرة؛ يرى الكاتب أن أردوغان دأب على التلميح بأن مصطفى كمال أتاتورك جانبه الصواب حين تخلى عن الأراضي العربية العثمانية حتى جنوب الموصل. وفي إطار إحياء الاهتمام التركي بهذه الأراضي، يدَّعي أردوغان لنفسه وطنية أكبر من تلك التي كانت لدى مؤسس تركيا الحديثة وينأى بنفسه عن الإرث الكمالي من أجل تأكيد الامتيازات التركية في الشرق الأوسط.
تنامي النفوذ الإسرائيلي والروسي
ونوَّه الكاتب إلى تشابك المصالح التركية والإيرانية مع مصالح روسيا في القوقاز، كما هو الحال في سوريا، مشيرًا إلى تزايد اهتمام الكرملين بالشرق الأوسط، ليس فقط في الصراعات في ليبيا وسوريا وناجورنو كاراباخ، بل أيضًا على الساحة الدبلوماسية من التفاوض مع الدول المصدِّرة للنفط في منظمة أوبك إلى إسهاماتها في دعم مفاوضات السلام في أفغانستان.
وتقيم موسكو علاقات وثيقة مع كل الجهات الفاعلة الرئيسة في المنطقة، وتميل في بعض الأحيان لصالح جهة ثم تتحول إلى جهة أخرى. وقد استخدمت هذا النوع من التوازن لتوسيع نطاق نفوذها. ولم يتضح بعد ما تريده بالضبط موسكو من الشرق الأوسط، ولكن مع تراجع الاهتمام الأمريكي، فإن شبكة العلاقات المعقدة لموسكو مهيأة للاضطلاع بدور كبير في تشكيل مستقبل المنطقة.
ومن جانبها وسَّعت إسرائيل أيضًا نطاق نفوذها في العالم العربي. وفي عام 2019 اعترف ترامب بمطالبة إسرائيل التي تعود لنصف قرن بمرتفعات الجولان، التي استولت عليها من سوريا في عام 1967، والآن يخطط القادة الإسرائيليون علنًا لتوسيع حدودهم من خلال ضم أجزاء من الضفة الغربية رسميًّا. ولكن اتفاقات أبراهام تشير إلى أن العرب يتطلعون إلى تجاوز كل ذلك لدعم موقفهم. وهم يريدون التعويض عن تضاؤل اهتمام أمريكا بالشرق الأوسط بالتحالف مع إسرائيل ضد إيران وتركيا. وكذلك يرى العرب في إسرائيل العصا التي يتوكئون عليها للبقاء في لُعبة النفوذ الإقليمي الكبرى.
وتطَّرق الكاتب إلى تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل على نحو ملحوظ في السنوات الأخيرة مع توغل إيران في العالم العربي. ويخوض الاثنان الآن حرب استنزاف، في سوريا وفي الفضاء الإلكتروني. كما استهدفت إسرائيل برامج إيران النووية والصاروخية بشكل مباشر ووُجِّه إليها اللوم مؤخرًا في اغتيال أكبر عالم نووي في إيران (محسن فخري زادة).
الصراع على الشرق الأوسط
وأشار الكاتب إلى أن الصراع على الشرق الأوسط لا يتعلق بإيران فحسب؛ فقد تدهورت علاقات تركيا مع إسرائيل، والسعودية، والإمارات، ومصر منذ عقد من الزمان. ومثلما تدعم إيران حماس ضد إسرائيل، حذَت تركيا حذوها ولكنها أغضبت أيضًا الحكام العرب بدعم الإخوان المسلمين. والواقع أن الموقف الإقليمي الحالي لتركيا، الذي يمتد إلى العراق، ولبنان، وسوريا، والقرن الأفريقي، في حين يدافع بقوة عن قطر وحكومة طرابلس في الحرب الأهلية في ليبيا، يتعارض تعارضًا مباشرًا مع السياسات التي تنتهجها السعودية والإمارات ومصر.
وكل هذا يشير إلى أن القوة الدافعة في الشرق الأوسط لم تعد الآن ترتكز على الأيديولوجية أو الدين، بل السياسة الواقعية القديمة؛ فإذا عززت إسرائيل الموقف السعودي الإماراتي، فمن الممكن أن نتوقع ممن يشعرون بالتهديد من هذا الموقف، مثل قطر أو عُمان، الاعتماد على إيران وتركيا طلبًا للحماية. ولكن في حال وفَّر الاصطفاف الإسرائيلي العربي لإيران وتركيا سببًا لإيجاد قضية مشتركة، فإن الموقف العدواني الذي تتبناه تركيا في القوقاز والعراق قد يصبح مصدر قلق لإيران. ويتوافق الدعم العسكري الذي تقدمه تركيا لأذربيجان الآن مع دعم إسرائيل لباكو، وقد وجدت إيران والسعودية والإمارات أنفسهم في موقف يجمعهم فيه الشعور بالقلق بشأن التداعيات المترتبة على مناورة تركيا الناجحة في هذا الصراع.
ويرجِّح الكاتب أن تصبح التنافسات أكثر صعوبة، وكذلك نمط التحالفات التكتيكية في ضوء تقاطع تلك المنافسات المتداخلة في المنطقة. وفي المقابل، قد يستدعي ذلك تدخل روسيا، التي أثبتت بالفعل براعتها في توظيف انقسامات المنطقة لصالحها. وقد تحذو الصين أيضًا حذو روسيا، وقد يكون حديثها عن الشراكة الإستراتيجية مع إيران والاتفاق النووي مع السعودية مجرد بداية. وتفكر الولايات المتحدة في الصين من خلال منظور نفوذها في المحيط الهادئ، ولكن منطقة الشرق الأوسط تُتاخم الحدود الغربية للصين، ومن خلال هذه البوابة يمكن لبكين أن تتابع تنفيذ رؤيتها لمنطقة نفوذ أوروآسيوية.
جدول عمل لواشنطن
ويلفت الكاتب إلى أن إدارة بايدن تستطيع أن تلعب دورًا رئيسًا في الحد من التوترات من خلال تشجيع الحوار الإقليمي واستخدام نفوذها، إن أمكن، لإنهاء الصراعات وإصلاح العلاقات. وفي استجابة للتغيير في واشنطن، توصَّل الخصوم المتناحرون إلى هدنة، وهذا يوفر فرصة للإدارة الجديدة.
وعلى الرغم من تراجع العلاقات مع تركيا، إلا أنها لم تزل حليفًا في «حلف شمال الأطلسي (الناتو)». ويتعيَّن على واشنطن أن تركز على تحسين العلاقات ليس فقط بين إسرائيل وتركيا ولكن أيضًا بين تركيا والسعودية والإمارات، وهذا يعني دفع الرياض وأبوظبي لإصلاح العلاقات مع قطر فعليًّا. وأعلن الخصوم الخليجيون عن هدنة، لكن القضايا الأساسية التي قسَّمتهم لم تزل قائمة، وما لم تُحَل بالكامل، فقد تتسبب خلافاتهم في انتهاك آخر.
ويرى الكاتب أن إيران تُشكِّل مشكلة أصعب. وسيتعين على مسؤولي الولايات المتحدة التعامل أولًا مع مستقبل الاتفاق النووي، ولكن عاجلًا وليس آجلًا سيكون لزامًا على طهران وواشنطن التحدث عن الدفع التوسعي لإيران في المنطقة وصواريخها الباليستية. وكذلك يتعين على واشنطن أن تشجِّع حلفاءها العرب أيضًا على تبني هذا النهج وإشراك إيران أيضًا. ويمكن في نهاية المطاف كبح جماح وكلاء إيران والحد من صواريخها من خلال الحد من التسلح الإقليمي وبناء هيكل أمني إقليمي. وينبغي للولايات المتحدة أن تُسهِّل هذه العملية وتدعمها، ويجب أن تتبناها أيضًا الجهات الإقليمية الفاعلة.
وشدد الكاتب في ختام مقاله على أن الشرق الأوسط أصبح على شفَا جُرفٍ هَارٍ، وأن سلام المنطقة المستقبلي يتوقف على المسار الذي تسلكه الولايات المتحدة. وإذا كانت إدارة بايدن ترغب في تجنب التدخلات الأمريكية التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط، فعليها أن تستثمر المزيد من الوقت والموارد الدبلوماسية في المنطقة الآن. وإذا أرادت واشنطن أن تبذل جهدًا أقل في الشرق الأوسط في المستقبل، فيتعين عليها أولًا أن تفعل المزيد لتحقيق قدر يسير من الاستقرار. ويجب عليها كذلك أن تبدأ بتبني نظرة أوسع للديناميات الإقليمية ووضْع الحد من تنافسات القوى الإقليمية الجديدة على رأس أولوياتها.
=========================
الصحافة الروسية :
صحيفة روسية: ذكّروا نتنياهو بالاستعداد للتخلي عن الجولان
https://www.raialyoum.com/index.php/نيزافيسيمايا-غازيتا-ذكّروا-نتنياهو-ب/
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول ما يقال عن استعداد لتطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل.
وجاء في المقال: بعد أن تمكنت سوريا وإسرائيل من تبادل الأسرى، من خلال وساطة روسيا، غدت التكهنات حول التقارب الوشيك بين دولتي الشرق الأوسط، سوريا وإسرائيل، أكثر تواتراً بشكل ملحوظ. على هذه الخلفية، كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مضمون مفاوضات يربو عمرها على عشر سنوات، كان يمكن من الناحية النظرية أن تؤدي إلى تطبيع كامل للعلاقات بين السلطات الإسرائيلية والسورية.
فقبل وقت قصير من اندلاع الصراع الأهلي في سوريا، كان الرئيس بشار الأسد مستعدا لتوقيع اتفاقية سلام مع جيرانه الجنوبيين.
وتؤكد مصادر “الشرق الأوسط” أن رئيس وزراء الدولة اليهودية بنيامين نتنياهو كان حينها “مستعدا للانسحاب الكامل من الجولان لو وافق السوريون على اتفاق سلام يتضمن تغييرا في نهجهم الإقليمي وقطع العلاقات مع إيران”.
الاهتمام النشط بالتطبيع في ذلك الوقت، بحسب بعض المذكرات، جاء من الأسد نفسه. جرى الحديث عن ذلك، على وجه الخصوص، في مذكرات وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري.
ولكن الدبلوماسيين الأمريكيين المتقاعدين، الذين شاركوا في المفاوضات قبل عقد من الزمان، يرون أن اتفاق سلام بين الجارتين مستحيل تماما في ظل الظروف الحالية.
يقول روبرت فورد: “سيكون من الصعب على الأسد التوقيع على اتفاقية سلام مع إسرائيل إذا لم يحصل على تنازلات كبيرة في المقابل. لأنه يشعر الآن بالحاجة إلى دعم إيران وميليشياتها وحزب الله. إذا غادروا سوريا فمن الذي سيساعد النظام في السيطرة على البادية السورية ومحافظات حمص والسويداء وجزء من درعا؟”.
بالإضافة إلى ذلك، أعرب هذا الدبلوماسي الأمريكي السابق عن ثقته في أن الأسد لن يلقى تعاطفا في الولايات المتحدة، حتى لو وافق على خيار اتفاقية السلام. وخلص فورد إلى القول: “هناك حدود لما يمكن تقديمه مقابل صفقة سلام”.
=========================
الصحافة البريطانية :
ميدل ايست أي :"مكاسب بوتين أكبر ببقاء الوضع الراهن".. لهذه الأسباب لن يتوسط بين سوريا وإسرائيل
https://www.lebanon24.com/news/world-news/799892/مكاسب-بوتين-أكبر-ببقاء-الوضع-الراهن-لهذه-الأسباب-ل
تحت عنوان "روسيا وسيط وليست صانع سلام بين إسرائيل وسوريا"، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً للمحلل السياسي كريستوفر فيليبس استعرض فيه الأسباب التي تحول دون رغبة موسكو في تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل بعد صفقة تبادل الأسرى في شباط الفائت.
وأوضح المحلل أنّ موسكو تنصّب نفسها اليوم الوسيط الذي يمكن الاستغناء عنه في المنطقة، فهي القوة الخارجية الوحيدة التي تربطها علاقات بجميع اللاعبين الأساسيين المتمثّلين بإسرائيل وسوريا وإيران و"حزب الله". وعلى الرغم من وساطة روسيا في الصفقة المذكورة، اعتبر فيليبس أنّ الوقت ما زال مبكراً لقبول إسرائيل سلاماً مع سوريا بوساطة روسية، معلقاً: "أولاً، يجب على إسرائيل أن تسأل نفسها عما إذا تقدر موسكو تحقيق هكذا سلام. ومن المرجح أن ترغب إسرائيل في إخراج جميع القوات المتحالفة مع إيران من سوريا بما فيها "حزب الله"، وهذه مسألة تفتقد موسكو الموارد (والإرادة) اللازمة لتحقيقها". كما رأى المحلل أن رغبة إسرائيل في اتفاق مماثل "موضع شك"، نظراً إلى أهمية الجولان الاستراتيجية والاقتصادية الكبرى.
وإذ ذكّر المحلل بالغارات التي تشنها إسرائيل على سوريا لاحتواء الوجود الإيراني، رجح أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضّل بقاء الوضع الراهن على أن يخسر الجولان.
في ما يتعلق بسوريا، قال فيليبس إنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يبدي اهتماماً كبيراً باتفاق سلام مع إسرائيل، قائلاً: "على الرغم من أن روسيا تُعدّ اللاعب الخارجي المهيمن في سوريا، يجني الأسد مكاسب من إيران والمجموعات المسلحة المتحالفة معها (..)". توازياً، شكّك الكاتب في قدرة اتفاق السلام على حلّ مشاكل دمشق، وتحديداً الاقتصادية، قائلاً: "لن يفرج سلام بوساطة روسية عن الأموال الدولية بالطريقة نفسها كما لو كان بقيادة الولايات المتحدة (..)".
وبعدما أكّد فيليبس المخاطرة السياسية التي ينطوي عليها اتفاق السلام مع إسرائيل، قال: "يبدو أن قبول الأسد بالصفقات الأخيرة قد جاء نتيجة الضغط الروسي". وعليه، تساءل عن الدوافع الروسية، مرجحاً أن تكون الاتفاقات الأخيرة مندرجة في إطار استمرارية استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط منذ تدخّل روسيا في النزاع السوري في العام 2015.
وهنا ذكّر المحلل بدور موسكو في المنطقة كوسيط لا يمكن الاستغناء عنه، مؤكداً أنّه أتاح لها تعزيز صورتها ونفوذها في الإقليم على حساب الولايات المتحدة. وكتب فيليبس: "يُرجح أن تلعب روسيا الآن وليس الولايات المتحدة الأميركية دور الوسيط في حال حصول مواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" والقوات الإيرانية والسورية في لبنان أو سوريا في المستقبل".
فيليبس الذي أكّد أنّ بوتين تكبّد كلفة "قليلة نسبياً" نتيجة التدخل في سوريا- حيث يقع القتال على عاتق القوات الإيرانية والسورية- وأبرم صفقات أسلحة مع عدد من جيوش المنطقة، تساءل عن الأسباب التي من شأنها أن تدفع الرئيس الروسي إلى إبداء رغبة في تغيير الوضع الراهن والسعي من أجل اتفاق سلام سوري-إسرائيلي دائم.
وفي تحليله، رأى الكاتب أنّه من شأن اتفاق مماثل أن ينهي دور روسيا كوسيط، نظراً إلى أنه ينطوي على إخراج إيران و"حزب الله" من سوريا من جهة، وربما فسخ تحالف موسكو مع طهران. وتابع: "ومن شأنه أن يكون مكلفاً أيضاً، إذ سيتعيّن على روسيا ضمان التزام الطرفيْن، ما قد يعني نشر قوات لتعقّب أي عناصر موالية لإيران. كذلك، إذا حقق السلام نجاحاً كبيراً، فقد يؤدي إلى إعادة تأهيل سوريا على الساحة الدولية في النهاية، وبالتالي خفض اعتمادها على روسيا".
وبناء على هذه المعطيات، خلص فيليبس إلى أنّ لعب دور الوسط في ظل الفوضى الراهنة يخدم أجندة بوتين أكثر من السعي إلى هندسة اتفاق سلام صعب والعمل على الحفاظ عليه، مرجحاً أن تواصل روسيا الاضطلاع بدورها الراهن على المدى المنظور.
=========================
الاندبندنت :من ضمنها سوريا ولبنان.. خطط بريطانية لتخفيض المساعدات عن عدة دول
https://jisrtv.com/أخبار-الجسر/الأخبار-السورية/من-ضمنها-سوريا-ولبنان-خطط-بريطانية-لتخفيض-المساعدات-عن-عدة-دول/
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية ما قالت إنه "خطط حكومية سرية من أعضاء في البرلمان" لإجراء تخفيضات كبيرة في المساعدات الخارجية لكثير من دول العالم، وسيبدأ تنفيذها في غضون أسابيع.
وسيتم خفض المساعدات بمقدار النصف لكل من سوريا والصومال والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وليبيا ونيجيريا ولبنان، رغم "تفاقم الفقر الشديد والصراعات في ظل جائحة كورونا" وفقا للصحيفة.
وتأتي هذه الخطط بعد خفض ما يقرب من 60 في المئة من المساعدات المقدمة "لليمن الذي مزقته الحرب"، وتعتبر "أول دليل صارخ" على قرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تعرض لانتقادات واسعة النطاق بعد قرار خفض 4 مليارات جنيه إسترليني (5.5 مليار دولار) سنويا من ميزانية المساعدة.
 وتم الكشف عن خطط التخفيضات التي تصل إلى نسبة 88 في المئة في "لبنان الذي لا يزال يترنح جراء انفجار ميناء بيروت العام الماضي" بحسب معلومات حصل عليها موقع الاستقصاء "أوبن ديموكراسي".
وفقا للمعلومات التي اطلعت عليها الإندبندنت، فإن التخفيضات تشمل أيضا خططا لوقف ميزانية CSSF بأكملها في السودان، وهو صندوق لمكافحة الصراع وتعزيز الاستقرار والأمن، ويعد جزءا من برنامج المساعدات البريطانية للسودان.
وتمت إدانة الخطط من قبل أندرو ميتشل وهو وزير التنمية الدولية السابق في حزب المحافظين لأنها "تتعارض مع التعهد بحماية الإغاثة الإنسانية" من التخفيضات
وحذرت منظمة "كريستيان إيد" في جنوب السودان من أن "التخفيضات على النطاق المبلغ عنها تأتي في وقت سيء بالنسبة لبلد يمر بأزمة".
 وقال مدير المنظمة في جنوب السودان جيمس واني إن "محادثات السلام تمر بمرحلة حساسة للغاية، وبدون تمويل لتحقيق السلام، قد تفشل المحادثات. وبدون السلام، لا يمكن أن تتحقق التنمية ولا أن ينجح العمل الإنساني".
وحذر محمود محمد حسن مدير منظمة "إنقاذ الطفولة" في الصومال من أن "هذه التقارير أسوأ مما كنا نخشى، وإذا كانت صحيحة، فإن تأثيرها على الأطفال سيكون سيئا جدا".
ويتوقع أن تبدأ التخفيضات في أبريل المقبل. ويتوفر فقط حوالي 3.5 مليار جنيه استرليني لمشاريع المساعدات المباشرة، وحتى الآن ليس معروفا أي الدول التي "ستتعرض لأشد الأضرار"، وفقا للصحيفة.
 وتظهر الأرقام التي حصلت عليها الإندبندنت أن نسب التخفيضات ستكون 88٪ في لبنان و67٪ في سوريا و63٪ في ليبيا و60٪ في الصومال والكونغو الديمقراطية، و59٪ في جنوب السودان و58% في نيجيريا، وغرب البلقان 50 في المئة.
=========================
الصحافة العبرية :
“يديعوت أحرونوت”: ممنوع معرفة شيء عن الصفقة بين إسرائيل وسوريا
https://npasyria.com/60037/
رام الله ـ نورث برس
انتقدت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، السبت، التكتم على حيثيات وتفاصيل ما جرى في الصفقة التي وصفتها بـ”المريبة” بين إسرائيل وسوريا برعاية روسية.
وتم بموجب تلك الصفقة استعادة الفتاة الإسرائيلية العشرينية التي اجتازت الحدود باتجاه الأراضي السورية الشهر الماضي.
وذكرت الصحيفة، أن ثمة مسألة لم يتم الانتباه إليها وهي “صورة النصر المفقودة لنتنياهو مع الشابة العائدة.”
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى التقاط الصورة مع غلعاد شاليط، الذي تم الإفراج عنه من قبل حركة حماس مقابل “ثمن باهظ تمثل بأكثر من 1000 أسير فلسطيني.”
وتتساءل الصحيفة: “مَن يقف وراء الصفقة؟ ما الذي يبررها عموماً؟ أليس من حق الجمهور الإسرائيلي، الذين مولت أموالهم هذه الصفقة (المشبوهة)، كما تصفها الصحيفة الإسرائيلية، معرفة ماذا حدث؟.”
ويأتي هذا السؤال، في الوقت الذي “تتعامل فيه الحكومة الإسرائيلية مع مجموعة من المواطنين الذين وقعوا في الأسر من دون خطأ ارتكبوه”، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن “هذه المرة المقصود هم مواطنو إسرائيل الذين يحترمون القانون، الموجودون أسرى في دول صديقة ولا يستطيعون العودة إلى وطنهم بسبب إغلاق مطار بن غوريون في وجه القادمين ضمن إجراءات كورونا.”
وترى “يديعوت أحرونوت” أن “المسؤول عن هذا الأسر المفروض هو حكومة إسرائيل نفسها.”
وتضيف: “هذه المرة المقصود مواطنوها الذين تحولوا إلى مواطنين من الدرجة الثانية، لأنه كما هو معروف هناك مَن يحظون بمعاملة خاصة ويستطيعون الخروج والعودة كما يشاؤون”، وفق الصحيفة.
وتقول الصحيفة: “هؤلاء المواطنون يرغبون في العودة على حسابهم الخاص، وهذه المرة لا حاجة إلى أن ندفع لبشار الأسد ولا للروس. والسؤال لماذا يستغرق كل هذا الوقت فتح الحدود وإطلاق سراحهم هم أيضاً؟.”
=========================
الصحافة الفرنسية :
صحيفة فرنسية تفجر مفاجأة.. وتكشف عن شخصية تجهزها أسماء الأسد لخلافة بشار
https://eldorar.com/node/161137
الدرر الشامية:
فجرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية مفاجأة، عبر الكشف عن شخصية تجهزها زوجة رئيس النظام السوري، أسماء الأسد، لخلافة زوجها في الرئاسة.
وأكدت الصحيفة أن زوجة الأسد تهيئ "حافظ" بن بشار ببطء لخلافة والده، منذ أن كان صغيرًا في "القماط"، عبر بسط سلطتها في الأسرة الحاكمة.
وأوضحت أن حافظ من مواليد عام 2001، أي أنه ولد بعد عام واحد على استلام أبيه مقاليد الحكم عن طريق إجراء تعديل دستوري على مقاسه، مؤكدة أن حافظ الصغير نسخة ثانية عن جده.
واستدلت الصحيفة على ذلك بتصريحات سابقة لبشار الأسد، عام 2005، حينما سئل عن الشخص الذي سيخلفه في حكم البلاد، فأجاب بعبارة: "بالطبع حافظ".
وسبق أن تحدثت عدة مواقع عن قيام أسماء الأسد بتهيئة ابنها حافظ لخلافة أبيه، وهو ما أكده الإعلامي السوري المعارض، أيمن عبد النور، في وقت سابق.
وشارك حافظ الصغير في أولمبياد الرياضيات الدولية خلال العام 2017- 2018، وأصبح حديث سخرية بين السوريين، بعد أن نال مرتبة متدنية بين أقرانه.
الجدير بالذكر أن أسماء الأسد سعت مؤخرًا لبسط سلطتها على مفاصل حيوية في الاقتصاد السوري وسيطرت بأذرعها على ممتلكات رجال الأعمال، وعلى رأسهم، رامي مخلوف، ابن خال زوجها بشار.
========================